Source: افتتاح البيت المصرفي العربي | 02 April 2007 | Country: Beirut, Lebanon

كلمــة ـالدكتور جوزف طربيه رئيس مجلس إدارة إتحاد المصارف العربية رئيس مجلس إدارة الإتحاد الدولي للمصرفيين العرب في حفل إفتتاح "البيت المصرفي العربي"

كلمــة
ـــــ
الدكتور جوزف طربيه
رئيس مجلس إدارة إتحاد المصارف العربية
رئيس مجلس إدارة الإتحاد الدولي للمصرفيين العرب


في  حفل إفتتاح

"البيت المصرفي العربي"


بيروت 2/4/2007
 
سعادة الأستاذ رياض سلامة، حاكم مصرف لبنان،
الأخ الدكتور فرنسوا باسيل، رئيس جمعية مصارف لبنان،
ضيوفنا الكرام،
إخواني، زملائي،
أيها الحفل الكريم،

إنه لمن دواعي السعادة والإعتزاز أن تكونوا معنا، وأن يكون بيننا سعادة الحاكم الأستاذ رياض سلامة، في هذا اليوم المميز في تاريخ إتحاد المصارف العربية، الذي إفتتحنا خلاله "البيت المصرفي العربي"، المقر الجديد لإتحادنا. هذا الإتحاد الذي تأسس قبل نحو ثلاثة وثلاثين عاماً، ونما وتطور، وها هو مقره الجديد يشمخ اليوم في منطقة مميزة من العاصمة بيروت التي إحتضنته طوال هذه السنوات كما إحتضنت غيره من المؤسسات والمنظمات العربية والدولية وأمّنت له عناصر الإستمرار والتطور والنجاح.

بعد هذا الزمن من الإحتضان، ورغم السنوات العجاف التي مرت في تاريخ لبنان، بقي إتحاد المصارف العربية يقوم بدوره في مواقع مستأجرة ضاقت بموظفيه: صلة وصل بين بيروت وبقية العواصم العربية والدولية، ساعياً على الدوام الى خدمة الصناعة المصرفية والمالية العربية بكل جدية وإهتمام وإخلاص.

واليوم، من هذا الصرح الجديد نجّدد دور الإتحاد، ونضّخ المزيد من الحيوية والدينامية في شرايينه، بإستراتيجية جديدة، وأفكار جديدة، وطموحات وتطلعات جديدة، وبوسائل عمل جديدة، ومن مكان واسع يتسع لكل مصرفي عربي، وكل مؤسسة مصرفية عربية أو عربية مشتركة.
 
 لقد راودنا حلم بناء مقر جديد لإتحاد المصارف العربية منذ زمن بعيد، وعملنا عليه بجد وإخلاص، فمن الفكرة التي فرضتها ظروف الإتحاد وتوسع نشاطاته وأعماله ودوره، وتنامي عائلته سنة بعد سنة، الى تداولها بين زملائنا وإخواننا في المصارف والمؤسسات المالية العربية، أصبحت هذه الفكرة اليوم حقيقة راسخة، وها أنتم ونحن نحتفل في هذه اللحظة بإفتتاح مقرنا الجديد الذي لم يكن ليقوم اليوم لولا الأيادي الكريمة التي حفرت أساسات هذا الحلم وحولته الى صرح كبير نفتخر ونعتز به جميعاً.

 إن فرحتنا بإفتتاح "البيت المصرفي العربي" لن تكتمل إلاّ بعد أن يتحول منارة مصرفية ومالية وإقتصادية، كما هي بيروت عبر الزمن منارة للفكر والإشعاع، فالمكان يجمعنا بمساحات أرحب، لكن الدور تضاعف، وزادت المسؤوليات علينا، خصوصاً وأن الإتحاد الدولي للمصرفيين العرب الذي جرى تأسيسه في الدار البيضاء-المغرب العام الماضي قد إختار أن يكون مقره جنباً الى جنب مع إتحاد المصارف العربية، في نفس المبنى لتكتمل الصورة، ولننطلق معاً في إستراتيجياتنا وأهدافنا الجديدة والمتكاملة، من أجل دعم وتعزيز المسيرة المصرفية والمالية العربية على الصعيدين الإقليمي والدولي، وعلى أسس جديدة تواكب متطلبات المرحلة وإحتياجات القطاع المصرفي والمالي العربي المتطورة.

أيها الحضور الكريم،

منذ مطلع الألفية الثالثة، والتطورات المصرفية والمالية والإقتصادية لا تهدأ ولا تستكين، فمن العولمة التي تلقي بظلالها على كل العلاقات في العالم، وتفرض مسارات وتوجهات وإستراتيجيات وشراكات، الى المعايير المتجددة التي تحكم العمل المصرفي والمالي والتجاري. تبدلت الصورة ووجد الإتحاد نفسه بمجلس إدارته وأمانته العامة أمام تحديات جديدة، وأدوار جديدة، وإلتزامات كبيرة تجاه قطاعنا المصرفي العربي. لذلك كان لا بدّ من إحداث قفزة نوعية في الأعمال، وإستعدادات تكون في حجم هذه التطورات، فكان التركيز على تعزيز أداء ونشاط الإتحاد والنهوض بدوره من معالجة الإهتمامات المصرفية في ظل هذه المتغيرات والمخاطر المتنوعة التي تصاحبها، الى معالجة الشأن الإستراتيجي للقطاع  المصرفي العربي والإقتصاد العربي، وذلك ضمن رؤية إستراتيجية شاملة لتطوير الصناعة المصرفية العربية.

لقد نجحنا، في اتحاد المصارف العربية، في إقامة وتطوير شبكة واسعة مع العلاقات والتحالفات الإستراتيجية مع مراكز القرار المصرفي والمالي والإقتصادي العربية منها والدولية، ونفذنا مجموعة من المبادرات والمشروعات العلمية والعملية ذات البعد الإستراتيجي للصناعة المصرفية العربية وزيادة إندماجها في الصناعة المالية الدولية، وأصبح دور الإتحاد يكبر يوماً بعد يوم كمركز مرجعي للقطاع المصرفي العربي وكمعبر لهذا القطاع الى معايير وقواعد العمل المصرفي الدولي.

إخواني، زملائي،

في هذه المناسبة، أود أن أنوه وأتقدم بالشكر والتقدير الى المصارف والمؤسسات المالية التي وقفت الى جانبنا لبناء "البيت المصرفي العربي"، وإلى عموم مصارفنا ومؤسساتنا المالية العربية التي دعمت وتدعم إتحاد المصارف العربية بأي شكل من أشكال الدعم. وكذلك الشكر الكبير لبيروت الحاضنة لنا ولأعمالنا، وللدولة اللبنانية بكل مؤسساتها، راجياً أن تتعافى ويجد الحوار والتفاهم والتلاقي طريقه الى قلوب كل اللبنانيين، ويعود لبنان الى سابق عهده، مكاناً آمناً لكل زائر ومستثمر وسائح ومقيم.
 

ونحن ننتهز هذه الفرصة لنطالب معاً جميع المسؤولين في لبنان العودة الى الحوار وإعتماده خياراً وحيداً للخروج من هذا النفق الذي نعيش فيه اليوم. كما أننا ندين بالشكر والإمتنان للدول العربية الشقيقة لوقوفها جميعاً على الدوام الى جانب لبنان وقضاياه.

ولا يمكن أن نختتم هذا اللقاء إلاّ بتقديم أسمى آيات الشكر والتقدير والإمتنان الى مصارفنا اللبنانية التي وقفت معنا وقفة عزيزة عندما بادرت الى إحتضان فكرة إنشاء هذا المقر، وكانت مساهمتها سخية جداً أمنت لنا مباشرة العمل في بناءه وتوفير الكثير من الوقت لإنجازه. وهذا لا يعني أن المساهمة هذه توقفت عند حدود تشييد هذا المقر، فإتحاد المصارف العربية منذ تأسيسه في العام 1974 وهو يتلقى الدعم الكامل من إخوانه في المصارف اللبنانية. وإن وجود سعادة حاكم مصرف لبنان الأستاذ رياض سلامة معنا اليوم، تأكيد للمباركة الدائمة لرسالة الإتحاد وأعماله، والدعم الدائم الذي يقدمه للقطاع المصرفي اللبناني لإتحادنا.

أشكر لكم حضوركم جميعاً، وأخص بصورة خاصة رجال الإعلام الذين ما توانوا يوما" عن تسليط الضوء على النشاط المصرفي في لبنان وعلى الدور المميز الذي يلعبه إتحاد المصارف العربية على الساحة العربية والدولية، راجيا" ان يكون "البيت المصرفي العربي" عند حسن ظن الجميع وخصوصاً من ساهم في ولادته اليوم ليعيد الى بيروت تألقها كعاصمة للمال والأعمال في منطقة الشرق الأوسط.

وشـــكـــرا"

Cookie Policy

We use cookies to store information about how you use our website and show you more things we think you’ll like. Also we use non-essential cookies to help us improve our digital services. Any data collected is anonymised. By continuing to use this site, you agree to our use of cookies. If you'd like to learn more, please head to our cookie policy. page.
Accept and Close