Source: تكريم سعادة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة | 18 April 2005 | Country: Beirut, Lebanon

كلمــة ـــــ الدكتور جوزف طربيه رئيس مجلس إدارة إتحاد المصارف العربية رئيس جمعية مصارف لبنان في حفل تكريم سعادة الحاكم رياض سلامة

كلمــة
ـــــ
الدكتور جوزف طربيه
رئيس مجلس إدارة إتحاد المصارف العربية
رئيس جمعية مصارف لبنان

 

في حفل تكريم

سعادة الحاكم رياض سلامة


الإثنين 18/4/2005
فندق الماريوت

 


 
سعادة الأستاذ رياض سلامة، حاكم مصرف لبنان،
أصحاب المعالي والسعادة،
إخواني، زملائي، قيادات المصارف اللبنانية،
أيها الحفل الكريم،

 يسعدني ان أرحب بجمعكم الخيـّر أجمل ترحيب في هذه الأمسية الخاصة والمتميزة بمناسبتها، والتي تتزامن مع إنطلاقة أعمال أول لقاء مصرفي أو إقتصادي عربي أو دولي في لبنان بعد عودة الحياة الطبيعية إليه في أعقاب إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أقصد منتدانا المصرفي العربي حول مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب الذي بدأ اعماله صبيحة هذا اليوم.

 هذه المناسبة أردناها اليوم أن تكون تكريماً صادقاً لرجل تعلمنا منه الكثير، ولا نزال... تعلمنا منه أسرار النجاح في الزمن الصعب، والشجاعة أمام المحن مهما إشتدت، والعمل الصامت والرزين والبناء والفعال... هذا الرجل جريء في صمته، مستقل في رأيه، حكيم في قراراته، وطني صادق، قاد سياسة لبنان النقدية والمصرفية في أحلك الظروف وتحمل الكثير من الضغوط المتعددة على كافة الصعد، لكنه بحكمته ورويته ووطنيته حافظ على الأمانة التي كانت بالنسبة له الوطن والشعب والمصير.

 سعادة حاكم مصرف لبنان الأستاذ رياض سلامة بيننا اليوم لنقول له شكراً على ما قدمه ويقدمه للبنان، ولقطاعه النقدي، ولقطاعه المصرفي، وأيضاً لما يقدمه للعالم العربي عموماً من إنجازات وعطاءات وإسهامات تساهم في رفع مستوى الصناعة المصرفية المركزية العربية إلى المستويات العالمية.

 ولا عجب أن تجمع كبرى المنظمات المصرفية والأكاديمية والدوريات العالمية المعروفة على شخصكم الكريم، يا سعادة الحاكم، على أنكم أحد الرموز الكبرى والأساسية في عالم حكام المصارف المركزية... فكان إختياركم من قبل الدورية العالمية المشهورة EUROMONEY في العام 1996، "أفضل مصرفي عربي" وفي العام 2003 "أفضل حاكم مصرف مركزي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا". وكان إختياركم حديثاً من قبل منظمة "مصرفيون من أجل مستقبل أفضل" الألمانية العالمية " أحد أفضل 20 حاكم مصرف مركزي في العالم لسنة 2004".

 إن هذه التقديرات والشهادات الدولية لكم، يا سعادة الحاكم، تختصر مسيرة الإنجازات والعطاء والأدوار الأساسية الراسخة التي طبعت عملكم منذ تسلمكم مسؤولياتكم الرسمية الوطنية كحاكم لمصرف لبنان منذ منتصف العام 1993. لقد عرفناكم وعرفكم لبنان والعالم العربي والعالم أجمع بأنكم صانع الإستقرار النقدي والمصرفي في لبنان، والذي أسس لإستقرار إقتصادي في ظروف إقتصادية ومالية صعبة عاشها لبنان منذ عدة سنوات ولا يزال. كما أن هذا الإستقرار النقدي والمصرفي الذي أرسيتموه كان الصخرة التي تحطمت عليها الأمواج القادمة من عدة دول وأقاليم حول العالم بفعل تداعيات الأزمات المالية والإقتصادية المدمرة والمدويّة التي حصلت فيها. لكن لبنان ظل بمنأى عنها وصامداً في وجهها، فواصل إقتصاده الوطني وقطاعه المصرفي مسيرة النمو والتطور الملفت على أكثر من صعيد.

 كما عرفناكم وعرفكم لبنان والعالم العربي والعالم أجمع بأنكم قائد الهندسة المالية في لبنان، من خلال إبتكاركم في مصرف لبنان آليات وتقنيات وأساليب مالية ومصرفية ونقدية حديثة وعصرية ومتطورة ساهمت وتساهم اليوم في التخفيف من الضائقة التي يعيشها لبنان وإقتصاده على صعيد المالية العامة، وتطوير القطاع المصرفي على نحو غير مسبوق في تاريخ المهنة المصرفية على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وتعزيز الإستقرار في السوق النقدي وعلى نحو محكم وممسوك بشكل فعال رغم كافة الظروف والضغوط المتعددة والمتواصلة على الصعد السياسية والإقتصادية، وعلى الساحة اللبنانية كما الساحتين العربية والدولية.

 كما عرفناكم وعرفكم لبنان والعالم العربي والعالم أجمع بأنكم قائد مسيرة رفع إسم لبنان عن قائمة مجموعة العمل المالي الدولي للدول غير المتعاونة في مكافحة تبييض الأموال، حيث سهرتم أنتم وأعوانكم في مصرف لبنان وجمعية مصارف لبنان وهيئة التحقيق الخاصة وكافة المرجعيات اللبنانية المختصة الأخرى، على وضع الأطر القانونية والتشريعية والإجرائية والعملية والمؤسسية الملائمة لضمان سمعة ونظافة القطاع المصرفي والمالي في لبنان من عمليات تبييض الأموال، إلى أن كانت الفرحة اللبنانية الكبرى بإزالة إسم لبنان عن اللائحة السوداء الدولية، وحتى توجيه تقديرات وشهادات دولية من كبرى المرجعيات المصرفية والمالية العالمية حول مكانة وقوة نظام مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب في لبنان.

 وشهادات التقدير العالمية تطال أيضاً القطاع المصرفي اللبناني، حيث تتواصل التقارير الإيجابية لصندوق النقد والبنك الدوليين التي تثني على سلامة قيادة المصرف المركزي في لبنان وسلامة قطاعه المصرفي، والتي تؤكد على حكمة وسلامة إدارة مصرف لبنان لعملية الإستقرار النقدي وتطوير القطاع المصرفي وتنمية السوق المالية، كما تؤكد على مكانة وقوة وسلامة القطاع المصرفي في ظل المستويات المرتفعة بالمقاييس العالمية لسيولته المالية، وكفاية رأس ماله، وربحيته الصافية، وكبر حجمه قياساً بالإقتصاد الوطني، وحسن عمل إداراته، وكفاءته التشغيلية، وتواصل نموه القوي رغم الظروف المالية والإقتصادية المحلية الصعبة.

 كذلك عرفناكم وعرفكم لبنان والعالم العربي والعالم أجمع بأنكم صانع مفاهيم الرقابة المصرفية والإشراف المصرفي الحديث والمتطور وحسب المقاييس العالمية في لبنان والمنطقة العربية على وجه العموم، فكانت أفكاركم وإسهاماتكم وطروحاتكم البناءة والمتواصلة حتى تاريخه خير مساهم في تطوير فن وعلم وصناعة الرقابة والإشراف المصرفي على مساحة الوطن العربي بأكمله. فلا عجب أن نجد التجربة اللبنانية في مجال العمل المصرفي المركزي والعمل المالي قد وجدت طريقها إلى مفاهيم الرقابة والإشراف في عدة دول عربية، لما للتجربة اللبنانية في هذا المجال من غنى وريادة وتفوق، خصوصاً في مجال إبتكار هندسات وأدوات مالية عصرية في سوقي النقد (أو المصارف) والأوراق المالية.

أيها الحضور الكريم،
أيها الأعزاء،

 إنني لا أغالي في القول أن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة شكل على الدوام عامل ثقة وإطمئنان للمودع اللبناني، وللمستثمر العربي والدولي في القطاع المصرفي اللبناني، وفي أحلك الظروف التي يمـرّ بها لبنان وإقتصاده اليوم والناتجة بصفة أساسية عن تعقد الأوضاع السياسية الداخلية والمستجدات في المنطقة والتطورات الدولية الأخيرة.

 لقد نجح رياض سلامة في قيادة سفينة الأمن النقدي والمصرفي إلى بر الأمان، رغم الرياح العاتية من الداخل والخارج، فصنع المآثر النقدية والمالية والمصرفية، وأوصل القطاع المصرفي إلى حجم يزيد على ثلاثة أضعاف ونصف حجم الناتج المحلي الإجمالي للبنان وهذه نسبة من أعلى النسب في العالم.

 إن لبنان، وقطاعه المصرفي، كما العالم العربي وجهازه المصرفي، يبادلكم اليوم، يا سعادة الحاكم، مقابل إنجازاتكم هذه، بالمحبة والثقة والتقدير على ما صنعته أياديكم من منجزات ومآثر ستظل مضيئة على الدوام في تاريخ وسماء العمل النقدي والمصرفي في لبنان والمنطقة العربية جمعاء.

 سعادتنا الكبرى بحضوركم معنا يا سعادة الحاكم، وبتكريمنا لسعادتكم، متمنين لكم دوام العافية والعمر المديد والنجاح الدائم.

سيداتي سادتي،

 رحبوا معي بسعادة الحاكم والأخ والصديق رياض سلامة.


 

Cookie Policy

We use cookies to store information about how you use our website and show you more things we think you’ll like. Also we use non-essential cookies to help us improve our digital services. Any data collected is anonymised. By continuing to use this site, you agree to our use of cookies. If you'd like to learn more, please head to our cookie policy. page.
Accept and Close