Source: World Union of Arab Bankers | 15 November 2012 | Country: Beirut, Lebanon

Speech of Dr. Joseph Torbey at the Annual Arab Banking Conference entitled “Economic Stability at a Time of Uncertainty”

كلمة الدكتور جوزف طربيه
رئيس الإتحاد الدولي للمصرفيين العرب
رئيس مجلس ادراة جمعية مصارف لبنان
رئيس مجلس الإدارة - المدير العام لمجموعة الإعتماد اللبناني
في المؤتمر المصرفي العربي السنوي للعام 2012
تحت عنوان
"الإستقرار الإقتصادي في مرحلة إنعدام اليقين"
تشرين الثاني / نوفمبر 2012
فندق فينيسيا - بيروت
- دولة الرئيس الأستاذ نجيب ميقاتي – رئيس مجلس وزراء لبنان،
- سعادة الأستاذ رياض سلامة حاكم مصرف لبنان،
- حضرة الأستاذ عدنان يوسف – رئيس مجلس إدارة اتحاد المصارف العربية،
- أصحاب المعالي والسعادة،
- السيدات والسادة،
أيها الحفل الكريم،
ينعقد مؤتمرنا اليوم تحت عنوان " الاستقرار الإقتصادي في مرحلة عدم اليقين" في ظل ظروف محلية واقليمية بالغة الدقة والخطورة. فنتائج الربيع العربي في حلوها وفي مرّها لا تزال في جزء كبير منها في مرحلة المخاض، ولن تتخذ مفاعيلها النهائية الا بعد مسيرة يشوبها الكثير من الحذر وعدم اليقين. وسيزداد الوضع تعقيداً بسبب تفاقم الأزمات الاقتصادية العالمية التي تحط بثقلها على مجريات الأحداث في منطقتنا. في الواقع ان تاريخنا يكتب في خضم هذه التغيرات ومصارفنا العربية موجودة في صميم المشكلات الكبرى التي تتخبط فيها المنطقة العربية ومنها: ضعف النمو الاقتصادي والبطالة وعدم الاستقرار والفساد. ومن نافل القول إن نجاح المصارف العربية في اداء دورها يتطلّب رسم استراتيجيات تتعامل بمرونة مع مجريات الأحداث الحاصلة على الساحات الدولية والاقليمية والمحلية. وليست الامكانات هي التي تنقصنا في العالم العربي، اذ لنا منها ما يزيد عن حاجات تغطية التمويل والائتمان للنمو المرتقب في عمليات الاستثمار البيني والتبادل التجاري . وليست الكفاءات البشرية هي التي تنقصنا، وانما تعزيز الاستقرار الأمني والسياسي كي تمهّد لمناخات الاستثمار في عالمنا العربي ولتفعيل العلاقات الاقتصادية البينية. وهذه كلّها تبقى أهدافاً استراتيجية لمستقبل بلداننا وشعوبنا، ننشدها في سبيل تحقيق التنمية الشاملة وتحسين قدراتنا للتقدم والرخاء . وفي هذا السياق، يأخذ عملنا كمصرفيين كل أبعاده بفعل الجهود التي نبذلها للمساهمة في النهوض باقتصاداتنا ومجتمعاتنا. فإن نحن وفـّرنا فرص عمل لشبابنا، نكافح البطالة والفقر وأنواع التمييز ونساهم في تدعيم الاستقرار في عالمنا. الهدف ليس سهلاً في ظل أجواء التشتت التي تخيّم على وطننا العربي، لكنه ليس بالمستحيل أيضاً.
أيها السيدات والسادة،
الأزمات الاقتصادية تحط بثقلها على بلدان كثيرة في العالم كدول أوروبا المتعثرة اقتصادياً على غرار اليونان واسبانيا، وبعض دولنا العربية الشقيقة الغارقة تحت وطأة الحروب والانقسامات. الا أنه، وعلى الرغم من ضبابية المشهد وعدم وضوح الرؤيا في الوقت الحاضر، تجدنا مدعوين للتضامن والعمل على إحداث تغييرات حقيقية في مجتمعاتنا واقتصاداتنا. " ان الخوف من الغد - على قول رئيس المفوضية الأوروبية "جوزي مانويل باروزو"- يجب الا يمنعنا من مجاراة الأحداث التي تحصل اليوم. انه موعد مع التاريخ علينا الا نفوّته".
وفي وقت تعمل مصارفنا في اقتصادات محلية واقليمية صعبة، وبهدف مواجهة تحديات المهنة المصرفية التي تشكل عجلة النمو، على مصارفنا ان تدير المخاطر وتسهر على تطبيق قوانين مكافحة تبييض الأموال وتمويل الارهاب، وتطبيق العقوبات الاقتصادية المفروضة على بعض الدول، إضافة الى قوانين وتعاميم البنوك المركزية والهيئات الدولية. اضافة الى إيجاد حلول لازدياد وتيرة الديون المتعثرة في هذه الأوضاع غير الطبيعية.
من هنا ضرورة التعاون الوثيق بين مصارفنا لدرء هذه الأخطار. اننا نعوّل اذاً على القيم الكبرى التي تجمعنا وعلينا بذل الجهود الحثيثة لتحقيق تعاون وثيق في كل المجالات. وبهذا نعمل على طمأنة المستثمرين الأجانب والعرب لتشجيعهم على الاستثمار في مستقبل منطقتنا.
وانطلاقاً من وعينا لخطورة المرحلة، وارادة الحياة التي تنبض في عروقنا والتي تتحدى الأقدار والمآسي، وقوة العلاقات التي تربطنا باخواننا العرب والمجتمع الدولي، فإننا نعلّق الآمال الكبرى الهادفة الى توطيد التعاون بيننا كي ننجح في تأمين مسقبل زاهر للأجيال الصاعدة.
أما في لبنان، بلدنا الصغير جغرافياً والمتأثر بأحداث المنطقة، فأنتم خير العارفين أننا كلبنانيين، أعلنا جميعاً بعد تفجر الوضع في سوريا، سياسة النأي بالنفس عن التدخل في البلد الجار، حتى نجنّب لبنان أن يكون ورقة في مهب الرياح الإقليمية والدولية، وقد نجح لبنان حتى الآن، مدعوماً بإرادة دولية وعربية واضحة، عن الابتعاد، ولو بصعوبة عن العواصف الضاربة في المنطقة، التي تلفحه بتأثيراتها المدمرة بين حين وآخر. ومن شظاياها ما حصل مؤخراً من خلل أمني ترك انعكاسات سياسية لا بد من احتوائها ومعالجة أسبابها، حتى تعود مسيرة الحياة الاقتصادية الى طبيعتها. فلا اقتصاد من دون أمن، ولا أمن من دون تشاور وحوار وتضافر جهود.
على الصعيد المصرفي، تواصل مصارف لبنان اداءها الجيد على رغم الظروف الداخلية وظروف المنطقة.
على الصعيد المصرفي، تواصل مصارف لبنان اداءها الجيد على رغم الظروف الداخلية وظروف المنطقة الصعبة. فقد سجلت قاعدة الودائع نمواً بنسبة 5.4% خلال التسعة اشهر الاولى من العام 2012 بالمقارنة مع 6% للفترة المماثلة من العام 2011. أما قاعدة التسليفات فقد سجلت نمواً نسبته 7.4% خلال التسعة اشهر الاولى من العام 2012 مقارنة بـِ 11% للفترة المماثلة من العام 2011. وسجل احتياطي المصرف المركزي بالعملة الأجنبية المستوى الأعلى له متخطياً عتبة الـ 35 مليار دولار في نهاية تشرين الأول 2012 .
وفي الختام،
أتمنى أن يخلص هذا المؤتمر الى توصيات محددة تشكل رافداً للآمال الكبيرة نحو تعزيز الإنفتاح الإقتصادي العربي والإقليمي وبالتالي تعزيز الاستقرار بهدف تأمين النمو القوي والمستدام، والنهوض بتنمية منسقة ومتوازنة، لما فيه خير شعوبنا ومصارفنا العربية.
وشكراً لحسن إصغائكم.

Cookie Policy

We use cookies to store information about how you use our website and show you more things we think you’ll like. Also we use non-essential cookies to help us improve our digital services. Any data collected is anonymised. By continuing to use this site, you agree to our use of cookies. If you'd like to learn more, please head to our cookie policy. page.
Accept and Close