Source: Association of Banks in Lebanon | 11 June 2013 | Country: Beirut, Lebanon

Speech of Dr. Joseph Torbey during the meeting of Economic Committees at BIEL exhibition center

كلمة الدكتور جوزف طربيه
رئيس جمعية مصارف لبنان



في اللقاء الموسع للهيئات الاقتصادية في لبنان

تحت عنوان :

" صرخة الغضب التحذيرية ليبقى بلد واقتصاد... "




البيال – 11/6/2013
 

أيها السيدات والسادة،

أتوجه اليكم اليوم بإسم القطاع المصرفي في لبنان لنشارك في صرخة الغضب التحذيرية التي تطلقها الهيئات الإقتصادية في لبنان ليبقى البلد ويبقى الإقتصاد.  لقد درجنا دائماً كقطاع مصرفي على تطمين اللبنانيين الى سلامة المصارف والودائع وإلتزامنا ببلدنا وتمويل إقتصاده ونموه.  لم نتردد يوماً في المراهنة على لبنان وعلى شعبه الطيب وعلى مؤسساته من إدارة عامة وقضاء وقوى امن وجيش وطني يحمي الأمن والسلم الأهلي.  ولا نزال ملتزمون بهذه المسلمات وعاملون من أجلها.  إننا ممسكون بالوضع المصرفي ومؤتمنون على أموال اللبنانيين وودائعهم ولن نسمح بأي إهتزاز بالثقة الغالية.

إننا نجتمع اليوم مع الهيئات الإفتصادية لنطلق صرخة تحذيرية على ضوء الإنزلاق التدريجي الذي يشهده لبنان نحو الفوضى نتيجة الأحداث في المنطقة التي بدأت تدق باب لبنان بقوة معرّضة إقتصاده وأمنه ومعيشة اللبنانيين للخطر.  إننا ننادي الأكثرية الصامتة في لبنان أن لا تبقى صامتة أمام تهديم بناء الدولة، أن لا تبقى صامتة أمام تعطيل التوافق على قانون إنتخابي أو إرجاء الإنتخابات النيابية، أن لا تبقى صامتة على تدمير الإقتصاد وتهديد معيشة اللبنانيين في باب رزقهم.  إننا نقول للجميع إسمعوا صوت الضمير قبل فوات الأوان. حيدوا البلاد عن كل الصراعات وخاصة عن الصراع الدائر في سوريا.  أبعدوا شبح الفتنة عن لبنان إذ لا خيار أمام اللبنانيين إلا الوحدة.  لا نقبل بأن نعود ساحة للصراعات الإقليمية والمذهبية، وقد ذاق لبنان في السابق مرارة تجربة الحرب الأهلية وأن تكرارها على أرضه – لا سمح الله – هو ضرب من الجنون.

إننا ندعو اللبنانيين الذين إعتادوا الخلافات السياسية أن يجمدوا هذه الخلافات ولو موقتاً، في وقت يشتد الصراع الدولي في المنطقة وعليها، مع ما يوقظه هذا الصراع من فتن مذهبية وعقائدية، وما سيجره من تداعيات على الكيانات الوطنية والأنظمة السياسية.  نقول للجميع ليس الوقت مناسباً لإقحام الذات اللبنانية في هذه الصراعات.  وساذج من يعتقد أن دولة صغيرة مثل لبنان أو أي فئة فيه يمكن أن تفيد من صراع المصالح الدولية التي لا بد أن تصفي حساباتها وتعزز مصالحها على حساب جميع المتورطين بالنزاعات.

كلمة موجزة نرفعها لفخامة رئيس الجمهورية :
يمر لبنان بظروف مصيرية نتيجة التطورات الحاصلة في المنطقة.  نثق بأنكم لن تسمحوا للحرب السورية أن تمتد الى لبنان.  لقد أعدنا بناء بلدنا بالكثير من الجهد والمال والدين العام، فلا تسمحوا بتحطيم هذه المعجزة العمرانية والاقتصادية لأنه لن تتوفر إمكانات جديدة لإعادة تجربة الإعمار في بلد يدمر على أيدي أبنائه. لذلك نعتمد عليكم في دعوة كل الأفرقاء السياسيين الى الإلتزام بإعلان بعبدا من اجل العودة الى الحوار والتهدئة السياسية والأمنية، وإيلاء الإقتصاد ومعيشة الناس الأولوية على الصراعات العبثية.

كلمة موجزة نرفعها الى دولة الرئيس المكلف:
لقد جرى تكليفكم بتشكيل الحكومة اللبنانيية الجديدة بعد تأييد نيابي عارم أحدث صدمة إيجابية في البلاد.  إننا نعرف حجم الصعوبات والتحديات التي تواجه عملية التأليف ودقتها، وكذلك حجم التطورات التي حصلت منذ التكليف وحساباتها.  ولكننا نقول لدولتكم أن الهيئات الإقتصادية تشعر يومياً بحجم الخسائر الناتج عن غياب حكومة جديدة تدير شؤون البلاد:
-    فالأوضاع المعيشية باتت تثقل بظلها على المواطنين وخاصة الطبقات العمالية وأصحاب الدخل المحدود.
-    والمقاطعة الخليجية للبنان تشتد مع كل تأثيراتها.  فأين هو الصيف الواعد الذي ينتظره الإقتصاد اللبناني.
-    النسيج الإجتماعي في البلد يجري تمزيقه مذهبياً وطبقياً، وكأنه لا وجود لشعب لبناني موحد ولا مصالح يتوحد حولها اللبنانيون.
-    الجيش اللبناني يجري إستهدافه من أجل شل حركته في الحفاظ على السلم الأهلي.  ومن الطبيعي أنه لا تمثل لبنان إطلاقاً تلك الوجوه الرعناء التي تطلق النار في الأزقة وتغدر بالمدنيين الابرياء عابري السبيل، ولا اليد المجرمة التي تخطف لتحصل على الفدية المالية. وفي المحصلة، لم يعد بإمكان أحد أن يطمئن اللبنانيين الى غدهم، وبعض المؤشرات تدل على أنهم يقتربون من الطريق الخطأ.

دولة الرئيس المكلف،

إن القطاع المصرفي يمثل أفضل ما في لبنان وهو ناجح لأن اللبنانيين متوحدون حوله، وبإسم هذه الوحدة نرفع مع الهيئات الاقتصادية صرخة الغضب التحذيرية ليبقى بلد وإقتصاد، آملين أن تزول سريعاً العوائق من أمام مهمتكم السامية في تشكيل حكومة تعيد الأمل الى اللبنانيين، وتنقذ الواقع الأقتصادي المتردي وتضرب بيد من حديد على الفتنة الهوجاء.
 

Cookie Policy

We use cookies to store information about how you use our website and show you more things we think you’ll like. Also we use non-essential cookies to help us improve our digital services. Any data collected is anonymised. By continuing to use this site, you agree to our use of cookies. If you'd like to learn more, please head to our cookie policy. page.
Accept and Close