Source: ISEB -Institut supérieur d’études bancaires | 21 October 2013 | Country: Beirut, Lebanon

Speech of Dr. Joseph Torbey during the inaugural lecture for the ISEB -Institut supérieur d’études bancaires

كلمة
الدكتور جوزف طربيه
رئيس مجلس ادارة المعهد العالي للدراسات المصرفية في جامعة القديس يوسف
رئيس مجلس ادارة مجموعة الاعتماد اللبناني
رئيس مجلس إدارة الإتحاد الدولي للمصرفيين العرب




بمناسبة
المحاضرة الافتتاحية  Leçon inaugurale
للمعهد العالي للدراسات المصرفية
في حرم كلية العلوم الاجتماعية
جامعة القديس يوسف - شارع هوفلان - بيروت

الاثنين 21 تشرين الأول 2013

 

سعادة الدكتور رياض سلامة، حاكم مصرف لبنان
حضرة البروفسور الأب سليم دكاش، رئيس الجامعة اليسوعية
حضرات الأساتذة والجسم التعليمي في الجامعة اليسوعية
إخواني، زملائي، قيادات المصارف اللبنانية والعربية
أيها الحفل الكريم،
 
    انه لشرف كبير لي أن أرحّب بهذا الجمع المميز، في هذه المناسبة المميّزة، مناسبة انطلاق المعهد العالي للدراسات المصرفيةISEB  Institut supérieur d’études bancaires الذي هو نتيجة تعاون مثمر بين جمعية مصارف لبنان والجامعة اليسوعية في بيروت.  
في مطلع القرن الماضي، وتحديداً في 14 تشرين الثاني من العام 1913، وقف البروفسور Paul Huvelin من كلية الحقوق في جامعة ليون الفرنسية في هذا الحرم وألقى المحاضرة الأولى بمناسبة تأسيس كلية الحقوق الفرنسية في بيروت وقد كان على رأس الحضور:
-    متصرف لبنان أوهانس باشا قيومجيان،
-    والقنصل العام الفرنسي Fernand COUGET ،
-    والأميرال Boné de LAPEYRÈRE  
-    وعميد جامعة ليون Paul JOUBIN ،
-    ورئيس الرهبنة اليسوعية، الأب  Claudius CHANTEUR.  

وقد أشاد معلم القانون الروماني Paul Huvelin في محاضرته الافتتاحية، بأمجاد مدرسة القانون في بيروت في العهد الروماني École romaine de droit de Béryte التي كان لها التأتير العميق في المجالات العلمية والعملية، والتي خرّجت القضاة ورجال القانون الذين عمت شهرتهم العالم أجمع.  ففي أروقتها، انصهرت القوانين الرومانية الصارمة بتلك الأكثر ليونة وانفتاحاً، المطبقة في المقاطعات اليونانية في المشرق.  واستمرت المدرسة بتدريس الحقوق لفترة تجاوزت الـ 300 عام، باللغتين الرومانية واليونانية، حتى أكتسبت مدينةُ بيروت آنذاك لقب "أم الشرائع ومرضعة العلوم" في كافة انحاء الامبراطورية الرومانية، على قول St-Grégoire de Thaumaturge.  وفي نهاية القرن الخامس، ارتقت المدرسة الى رتبة "الكلية الأمبراطورية" Faculté impériale متقدمة بذلك على مدرستي القانون في روما والقسطنطينية.

أيها الحفل الكريم،
لقد عرف لبنان الحديث، منذ الاستقلال، وعلى الرغم من الأقدار الصعبة التي واجهته ولا تزال،  إزدهاراً مصرفياً لافتاً لعبت فيه المصارف الدور الأساسي في نهضة لبنان الإقتصادية، بفعل الثقة التي تتمتع بها المصارف اللبنانية بشكل عام، والرأسمال البشري الكفوء والمثقف بشكل خاص. وقد ساعد وجود عدد من الجامعات العريقة بنشر الثقافة والعلم، الذي تزود به خريجوها ليحملوه الى لبنان والعالم، اشعاع حضارة وتطور.

وعلى الرغم من ظروف الوطن والمنطقة التي اعتدنا صعوبتها ومواجهتها بعزم واقدام، وايماناُ منا بأهمية الشراكة بين القطاعين المهني والتربوي عن طريق الجمع بين الفكر الأكاديمي والخبرة العملية، بادرنا في "جمعية مصارف لبنان" بالتعاون مع إحدى أرقى جامعات لبنان واكثرها تجذراً في نسيجنا اللبناني، أعني بها جامعة القديس يوسف في بيروت – الممثلة برئيسها الاب البروفسور سليم دكاش، الى تأسيس المعهد العالي للدراسات المصرفية، في خطوة شراكة رائدة من شأنها تعزيز التحصيل العلمي التخصصي في الحقل المصرفي والمالي في لبنان وفي منطقتنا، والتي تلعب فيها الموارد البشرية اللبنانية ادورا" قيادية في العديد من مصارفها. وقد آمن الرئيس الأب دكاش، وهو على رأس جامعة القديس يوسف - هذا الصرح العلمي الشامخ – بالدينامية التي يمكن ان تولـّدها الشراكة بين قطاعين صنعا مجد لبنان، الا وهما قطاع التعليم والثقافة، والقطاع المصرفي الذي يشكل العامود الفقري للاقتصاد اللبناني.

وتجدر الاشارة الى أن التعاون بين جمعية المصارف والجامعة اليسوعية تواصل منذ اكثر من ستة واربعين سنة، من خلال الدورات التدريبية المتعددة والتأهيل المهني المصرفي الذي أمّنه  مركز الدراسات المصرفية Centre d’études bancaires لدفعات كبيرة من موظفي المصارف العاملة في لبنان منذ العام 1967. وقد استمر هذا التعاون ليرتقي الى آفاق جديدة اذ انه بدلاً من مركز الدراسات، أصبح لنا اليوم في لبنان في الجامعة اليسوعية معهداً عالٍ للدراسات المصرفية يمنح شهادتَيْ الإجازة والماستر وفقاً للقوانين والأنظمة المرعيّة في لبنان، ومجاراةً للتطور الحاصل على صعيد التقنيات والمعايير المحلية والدولية.

انها فعلاً مناسبة مميزة اليوم، وتزداد تميزا" بوجود هذا الجمع الكريم، إنها مناسبة القاء المحاضرة الأولى في المعهد العالي للعلوم المصرفية والمالية. وتذكـّرنا هذه المناسبة بمثيلتها منذ ماية عام بالتمام، عندما ألقى البروفسور هوفلان محاضرته الافتتاحية، التي ستـُتلى مقطفات منها بعد قليل.

ومـَن أولى في إلقاء الدرس الأول في هذا المعهد من حاكم مصرف لبنان، الدكتور رياض سلامه، وهو من وضع السياسة المصرفية والنقدية في لبنان في العشرين سنة الأخيرة، فبرز البنك المركزي تحت قيادته كمحور للسياسات المالية والاقتصادية والانمائية للبنان، ناهيك عن السياسات النقدية والائتمانية.  وقد أهلته ميزاته القيادية لتكوين سجل حافل من  الانجازات منذ تسلمه لمنصبه على رأس البنك المركزي اللبناني، حيث استحق بجدارة لقب عميد حكام البنوك المركزية.  تسلّم منصبه في ظروف سياسية واقتصادية ونقدية صعبة.  واجه بمرونة وشجاعة وروح إبداعية كل الصعوبات وتغلب عليها.  اختار سياسة الاستقرار النقدي ونجح في وقف التقلبات الحادة للنقد اللبناني صعوداً ونزولاً، ولم ترهبه توصيات صندوق النقد الدولي التي كانت تتعارض مع سياسة الاستقرار النقدي، ولم تثنه عن سياسته انتقادات بعض الاقتصاديين والمنظرين الماليين في وطن يختلط فيه الرأي التقني بالاقتصادي والسياسي. لقد صمد الحاكم سلامه في خياراته الناجحة، وانعكس ذلك النجاح على اقتصاد لبنان وسمعته الدولية، ومن الحري أن تـُدَرّس تلك التجربة في المعاهد وليس من خلال محاضرة واحدة فقط.  

كما أوجه التحية أيضاً الى زملائي رؤساء المصارف الذين يقودون القطاع المصرفي بالكثير من الكفاءة، ممزوجة بالاقدام والشجاعة في فتح الأسواق الجديدة، وتوسيع قدرات مصارف لبنان واعمالها في معظم أرجاء المعمورة.
وفي الختام، هنيئاً لجامعة القديس يوسف ورئيسها الاب البروفسور سليم دكاش بالمعهد الجديد الذي سيتآخى في الجامعة مع اقرانه في حمل مشعل العلم والتميز في خدمة لبنان.

وشكراً لإصغائكم.
 

Cookie Policy

We use cookies to store information about how you use our website and show you more things we think you’ll like. Also we use non-essential cookies to help us improve our digital services. Any data collected is anonymised. By continuing to use this site, you agree to our use of cookies. If you'd like to learn more, please head to our cookie policy. page.
Accept and Close