Source: World Union of Arab Bankers | 05 November 2013 | Country: Beirut, Lebanon

Speech of Dr. Joseph Torbey during the Honoring Ceremony of Dr. Haroutioun Y. Samuelian - the Vice Governor of Banque du Liban

كلمة
الدكتور جوزف طربيه
رئيس مجلس إدارة
الإتحاد الدولي للمصرفيين العرب
رئيس مجلس ادارة ومدير عام
 مجموعة الاعتماد اللبناني


في حفل تكريم
 الدكتور هاروتيون صاموئيليان
 في الجامعة اللبنانية الكندية
5/11/2013

أيها الحفل الكريم,

المناسبة اليوم احتفالية بامتياز، وتأتي كلمتي في هذا الحفل باسم الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب في تكريم الدكتور هاروتيون صاموئيليان الذي يعتز اتحادنا بانتسابه اليه،

وكذلك في تكريم المؤسسة التي يشكل الدكتور صاموئيليان أحد أعمدتها الرئيسية كنائب لحاكم مصرف لبنان،

وفي تكريم الجامعة التي دعت الى هذا التكريم، وهي اليوم منارة علم رابضة على تلال عينطورة الجميلة،

أخي الدكتور صاموئيليان،

أن تدعو الجامعة اللبنانية الكندية لتكريمك هذا المساء فهي تلبي نداء كثيرين ممن عرفوك وتابعوا مسيرتك واعجبوا بالدور الذي تقوم به على الصعيد الوظيفي والتربوي والوطني.

أن أقف وألقي كلمة في تكريمك باسم القطاع المصرفي اللبناني والعربي، فهو تكريم يأتي من أهل القطاع المصرفي، أي من جهة على اتصال وتماس شبه يومي معك، تعرفك بفضل موقعك الوظيفي الحالي نائباً لحاكم مصرف لبنان ومسؤولاً عن عدة دوائر هامة فيه، وكلمتي بالتالي هي كلمة المطّلع والعارف جيداً بالشخص وبالأداء.

واذا أردت استعجال الكلام عنك أقول: أنت شخص حكيم ومتزن، عطاؤك متميز، وجهدك دائم لتحقيق الأفضل، فنعم الرجل أنت.

لقد وجدنا فيك دائماً صدق القول وحب العمل وتواضع في المعاملة، فجذبنا كل ذلك الى احترام شخصك.

كما نعرف أنك من اؤلئك الذين لم يعتمدوا على مجد أجدادهم ولا على ثروة موروثة. أنت من طينة أولئك اللبنانيين الذين وسعوا مساحة لبنان ونشروها في كل مكان من هذا العالم بفضل علمهم وعملهم وابداعهم.

أنت صنيع نفسك.  ومن سلالة الذين لم يقوَ عليهم اضطهاد ولا تهجير بل زادتهم قساوة الدهر صلابة وتصميماً وبقوا أوفياء لتاريخهم وجذورهم وحاضرهم الطاهر النقي.

قوم نزحوا الى هذا الوطن، لبنان، الذي احتضنهم في عز محنتهم، فكانوا له أوفياء. وقد أكرموك بأسمى المهمات، منها رئاستك للمجلس الأعلى لطائفة الأرمن الأرثوذكس في لبنان لولايتين، كما مثلتَ الطائفة الكريمة في مناسبتين فريدتين، ألا وهما انتخاب كاثوليكوس عموم الأرمن كاريكين الثاني، وكذلك انتخاب كاثوليكوس بيت كيليكيا، أرام الأول.


أيها الحضور الكريم،

تدرّج الدكتور صاموئيليان في دروسه واستجاب لصوت الطموح يرفعه الى القمم العالية للنهل من بحور العلم التي لا تنضب لأن النجاح بالنسبة له لا يولد من رحم الكسل: فمن منصب نائب الحاكم في مصرف لبنان، عاد الى مقاعد الجامعة للاستزادة من الدرس، ممتثلاً قول أبي العلاء المعري:

بقدر الكد تـُكتسب المعالي         ومن أراد العلا سهر الليالي
ومن رام العلا من غير كد       أضاع العمر في طلب المحال

وقد سبق له وشغل مناصب مصرفية عليا منذ العام 1963 في مصارف عالمية مثل :
 Citibanlk, Chase Manhattan, United Saudi Commercial Bank،  

الى ان اصبح حالياً نائباً لحاكم مصرف لبنان حيث يشغل أهم المسؤوليات وهو حيثما حل، يحل التطوير والتحديث، عن طريق ادخال التكنولوجيا واعادة هندسة العمل وتطوير الكوادر البشرية العاملة معه.

نال الشهادة المصرفية من جامعة القديس يوسف ثم شهادة عليا في ادارة الاعمالMasters of Business Administration من الجامعة اللبنانية الكندية، فشهادة الدكتوراه التي نالها بدرجة امتياز، لتحليله وتوقعه في العام 2007 وقوع الأزمة المالية العالمية في العام 2008، وطرق اقتراحاته لحلها.

مسيرته دائماً من شق يديه، ما نام على ضيم ولم تثنه صعوبة، ولم تحد من طموحه عثرة، واحلامه كبيرة وطريقه طويلة ولا تتوقف عند حدود بلد أو قارة.  وهو استاذ محاضر زائر في كبرى الجامعات مثل:
- جامعة Grenoble في فرنسا
- جامعتي هارفارد وشيكاغو في الولايات المتحدة
- والعديد من الجامعات في لبنان

الدكتور صاموئيليان اختار الجامعة اللبنانية الكندية لنيل شهاداته العليا، هذه الجامعة التي اتخذت من لبنان مقراً لها ونسجت شراكات مع جامعات عالمية في كندا واوروبا لتوفر العلم والشهادات العالمية من عينطورة بالذات.  ويسرنا ان يكون مصرفنا الاعتماد اللبناني هو أول من آمن بقدرات مؤسسيها وعلى رأسهم العميد الدكتور روني أبي نخله، فوقف الى جانبهم في كل مراحل التأسيس، ولا يزال.  

الجامعة اللبنانية الكندية هي اليوم في مقدمة الجامعات العالمية التي تزوّد طلابها بأرقى العلوم وتحشد أفضل الأساتذة شأناً لتزويدهم بالعلم والتقنيات.  سمعة هذه الجامعة ومهابتها ورفعتها تجعلنا نردد أن قوة لبنان هي في اثنين: موارده البشرية التي هي نتاج نظامه التعليمي المتنوع والمتفوق، ونظامه المصرفي الذي يجمع ثروة اللبنانيين ويحميها ويوظفها في شرايين الاقتصاد الوطني، وتأمين حاجات التمويل الأساسية للدولة، منذ العام 1975، تاريخ اندلاع الأحداث في لبنان. هذا التمويل الذي لولا لم توفره المصارف لانشلت الادارة العامة وتبدد كيان الدولة وسقط الاستقرار الاجتماعي الذي هو اساس الاستقرار السياسي والأمني. ومن المعلوم أن الموارد البشرية قد باتت من أهم المزايا التفاضلية بين المجتمعات والدول والمؤسسات، التي تنمو في أحضان الجامعات، بينما يبدو الحصول على عناصر الانتاج الأخرى كالتكنولوجيا والمواد الخام سهل المنال عند توافر رأس المال. من هنا تبرز أهمية المؤسسات التربوية لا سيَّما الجامعيَّة منها، كونها تلعب دوراً أساسياً في تكوين العنصر البشري وتأهيله.

أخي هاروتيون،

أنت رجل لا خلاف عليه، كثير النشاط ومحب للخدمة في المجتمع، ولامع كنائب حاكم في مؤسسة لا خلاف عليها ولا على انجازاتها، في بلد غارق في الخلافات وفي وطن مشرّع على كل الأخطار.  أنت ركن من أركان مؤسسة تعمل في ظروف صعبة، وتنجح في تخطي الصعوبات المحيطة بالاقتصاد اللبناني وتتغلب عليها، حتى برز البنك المركزي كمحور للسياسات المالية والاقتصادية والانمائية للبنان، مما ساعد على الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي والأمني، وانعكس ذلك النجاح ايجاباً على سمعة لبنان الدولية.

وختاماً، لا يمكن للأسئلة أن تبقى معلقة على شفاهنا، ولا أن تقتلنا هواجس الفراغ في المؤسسات.  لا، لن يستبد بنا اليأس والقنوط، ولا نريد لبنان ساحة للصراع بل وطناً للتقدم والازدهار.  

فهنيئاً للجامعة اللبنانية الكندية ورئيسها الدكتور روني ابي نخله وهنيئاً للدكتور هاروتيون صاموئيليان الذي  توّج مسيرته المهنية اللامعة بتاج العلم المنير. فألف مبروك لك، وللبنان بأمثالك.
 

Cookie Policy

We use cookies to store information about how you use our website and show you more things we think you’ll like. Also we use non-essential cookies to help us improve our digital services. Any data collected is anonymised. By continuing to use this site, you agree to our use of cookies. If you'd like to learn more, please head to our cookie policy. page.
Accept and Close