Source: Union of Arab Banks | 03 April 2017 | Country: Amman

"آليات ومتطلبات التنمية المستدامة في الوطن العربي"

"آليات ومتطلبات التنمية المستدامة في الوطن العربي"

برعايـة وحضور دولـة رئيـس مجـلس الوزراء الأردني
 الدكتور هاني فوزي الملقي


    كلمـــة
الدكتور جوزف طربيه
رئيس مجلس إدارة الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب
رئيس اللجنة التنفيذية لاتحاد المصارف العربية
رئيس جمعية مصارف لبنان

فــــي
حفل إفتتاح
المؤتمر المصرفي العربي لعام 2017
 » آليات ومتطلبات التنمية المستدامة في الوطن العربي«

2-3 أبريل/نيسان 2017
عمان – فندقLandmark


 

دولة رئيس مجلس الوزراء الأردني – الدكتور هاني فوزي الملقي
معالي الدكتور زياد فريز، محافظ البنك المركزي الأردني
معالي الشيخ محمد الجرّاح الصباح، رئيس مجلس إدارة اتحاد المصارف العربية
سعادة الأستاذ موسى عبد العزيز شحادة، عضو مجلس إدارة الاتحاد/ممثل المصارف الأردنية ورئيس جمعية البنوك في الأردن
أصحاب المعالي والسعادة والسيادة،
السادة الزملاء قيادات المصارف العربية،

أيّها الحضور الكريم،
يسعدني بداية أن أتقدّم بجزيل الشكر والتقدير إلى المملكة الأردنية الهاشمية ملكاً وحكومة وشعباً على استضافتهم فعاليات هذا المؤتمر. كما أهنئ جلالة الملك عبدالله، ملك الاردن، على نجاحه في عقد مؤتمر القمة العربية على أرض الاردن الشقيق وتأمين حضور قياسي على مستوى زعماء العالم العربي، والسعي لتوحيد الجهود العربية بحيث تعود الى العرب مسؤولية حل المشاكل العربية.
أيّها الحضور الكريم،
يأتي مؤتمرنا اليوم تحت عنوان: "آليات ومتطلبات التنمية المستدامة في عالمنا العربي"، في إطار سعينا لتعزيز الاستقرار المالي والاقتصادي والاجتماعي، من خلال رؤية متكاملة لقطاعنا المصرفي العربي، تساهم في دفع عملية التكامل الاقتصادي العربي، وتعزيز جهود التنمية المستدامة.
في هذا السياق، يمثّل القطاع المصرفي العربي قاطرة الاقتصاد، وهو يلعب دور الرافعة للقطاعات الاقتصادية الوطنية لناحية التمويل المتواصل لها، حيث تشير التقديرات إلى أنّ الموجودات المجمّعة للقطاع المصرفي العربي بلغت حوالي 3.4 تريليون دولار اميركي في نهاية العام 2016، وأصبحت بالتالي تشكّل حوالي 140% من حجم الناتج المحليّ الإجمالي العربي.  مما يدلّ على المساهمة الكبيرة التي يقوم بها القطاع المصرفي العربي في تمويل الاقتصادات العربية، على الرغم من انخفاض أسعار النفط، واستمرار الاضطرابات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية في عدد من الدول العربية التي شرذمتها الحروب.
أيّها الحضور الكريم،
في ضوء التطوّرات التي شهدها القطاع المصرفي العربي عام 2016، وآفاق عام 2017، من المتوقّع أن يحمل العام 2017 استمرار الضغوطات والتحديّات للمصارف العربية، المتمثـّلة في استمرار تقلّص السيولة مع تباطؤ النموّ في الودائع والتراجع في نوعية الأصول بسبب الزيادة في نسبة القروض المتعثّرة نتيجة التقشّف المالي وضعف النموّ الاقتصادي.  فانخفاض فوائض الحكومات قد أثّر على سيولة الأسواق والاستمرار في تمويل مشاريع البنى التحتية الكبرى. وقد تكون لانخفاض السيولة في الأسواق العربية والخليجية بشكل خاص – ومصارف الدول العربية الأخرى المصدّرة للنفط كالجزائر والعراق - آثارٌ سلبية على المصارف تتمثّل في استمرار التراجع في نموّ الودائع، وبالتالي التراجع في الائتمان المقدّم إلى الأفراد والقطاعات الاقتصادية الحيوية.
كما يعاني عالمنا العربي بشكل عام من معدلات منخفضة جداً من التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية تكاد تكون من الأدنى في العالم، اضافة الى نقص في الابحاث والابتكار. فإلى جانب الأضرار الاقتصادية المباشرة للحروب التي طالت بعض الدول العربية، فقد أدّت التحولات في بلدان الاضطرابات، الى تفاقم حجم التحديات التي كانت سائدة فيها قبل الاحداث، وكذلك زيادة معدّلات البطالة وخاصة بين الشباب، والتي كانت أصلاً من أعلى معدلات البطالة في العالم، اضف الى ذلك الارتفاع في معدلات الفقر والتراجع في مستوى المعيشة والتعليم.  هذا عدا عن دفع رؤوس الاموال العربية إلى مزيد من الهجرة، وترسيخ البيئة الطاردة للاستثمار في الوطن العربي.   
فالكلفة الاقتصادية إذاً لما يحصل من حروب وقتال، كبيرة جداً، مما يضعنا جميعاً أمام تحديات مصيرية تتناول وجوب الضغط لإنهاء النزاعات القائمة وإعادة البناء السياسي والمؤسساتي والاقتصادي والاجتماعي والانساني.
وبالأرقام، قـُدّرت كلفة ما سمي بالربيع العربي،  بحسب دراسة أعدّها البنك الدولي والامم المتحدة ، ما يناهز الـ 834 مليار دولار اميركي خلال السنوات الستة الماضية في الدول الأكثر تضررا وهي: مصر، سوريا، تونس، ليبيا، البحرين، الاردن، اليمن، وكذلك لبنان. وقد تسببت النزاعات بتشريد أكثر من 14 مليون شخص.
في المقابل، قُدّرت تكلفة النزاع في سوريا وحدها بنحو 700 مليار دولار لغاية العام 2016، وخلّفت الحرب فيها أكثر من ربع مليون قتيل، وخمسة ملايين لاجئ خارج سوريا، ناهيك عن تبعاته الثقيلة على دول الجوار، حيث ان البلدين الاكثر تضرراً هما لبنان والاردن.   

أيّها الحضور الكريم،
أمام هذا الواقع، وفي مواجهة هذه التحديات، علينا أن نعيد صياغة توجهات ومسار التنمية العربية. فان تحسين بيئة الاستثمار، يمر حكماً من خلال تعزيز الحريات الاقتصادية وحكم القانون والادارة الرشيدة والشفافية.  وان بناء السلم الدائم للمنطقة العربية يتطلّب تنمية دائمة، والعمل على تطوير التعليم التكنولوجي وتضييق الفجوة ما بين التعليم واحتياجات سوق العمل، وهذا بطبيعة الحال، يتطلب بيئة سياسية وأمنية مناسبة مستقرّة، تحمي فئات المجتمع وتحفظ حقوق الإنسان الأساسية وتلتزم بقيم العدل والمساواة.
وأود أن أشير في هذا المجال، الى ان الاستثمار في تطوير الموارد البشرية في عالمنا العربي، لهو من الدعائم الاساسية للتنمية المستدامة ولصنع السلام.  وعليه، لا بد من إعادة الهندسة للموارد البشرية العربية بشكل يتوافق مع متطلبات العصر، وهذه مهمـّة استراتيجية تتطلب رؤية شمولية وإطار تفكير مختلف، وإرادة سياسية صادقة وواضحة وقوية، وسياسات إصلاح عادلة وواضحة للتنمية المستدامة، قادرة على خلق فرص عمل للتخفيف من حدة البطالة التي تهدد كافة مجتمعاتنا العربية.
إن هذه الرؤية تنبع من إيماننا في اتحاد المصارف العربية، ليسَ بضرورة التكامل فحسب، بل بجدواه أيضاً، لأننا نرى في التعاون والتعاضد حشداً للكفاءات والطاقات، وترشيداً للموارد، وتعزيزاً للقدرات، وأن التكامل هو الشرط والأداة لتثبيت دعائم الاستقرار، ولتحقيق التنمية المتوازنة والشاملة والمستدامة.
مع الاشارة الى أن انتهاء الأحداث والوصول الى تسويات سياسية عادلة، سيخلق فرصاً استثمارية هائلة توفرها مشاريع اعادة الاعمار، ويمكن أن تلعب فيها رؤوس الأموال العربية الدور البارز من خلال تحقيق التعاون والتكامل المصرفي العربي، عن طريق الآليات المعروفة لعقد الشراكات الاستراتيجية بين المصارف وخلق التجمعات العملاقة، وتشجيع الاستثمار العابر للحدود بين الدول العربية.
وفي المحصلة،
ان التحديات التي تواجه عالمنا العربي الآن ليست اقتصادية فقط بل هي كيانية، في ظل خلط كل الاوراق وتغيير كل الثوابت.  من هنا فإن قياداتنا ومسؤولينا في المنطقة العربية مدعوون للتعاطي مع مشهد آخر لم نعتد عليه، بعد ركود الأحداث وانتهائها. إن العمل على الاصلاحات السياسية والاجتماعية وحتى البيئية، إضافة الى استحداث فرص عمل لاستيعاب موجات الشباب الذاخر بالطاقات، بات مطلباً ملحاً لا بل حياتياً لنا ولأجيالنا الصاعدة.
وشكراً لإصغائكم،،


RELATED PRESS ARTICLES: Torbey: Stability crucial for economic recovery in region - 04 April, 2017
طربيه في افتتاح المؤتمر المصرفي العربي 2017 في الأردن: العمل علـى الإصلاحات واستحداث فرص عمل بات مطلباً ملحّاً

Cookie Policy

We use cookies to store information about how you use our website and show you more things we think you’ll like. Also we use non-essential cookies to help us improve our digital services. Any data collected is anonymised. By continuing to use this site, you agree to our use of cookies. If you'd like to learn more, please head to our cookie policy. page.
Accept and Close