٣٥٠ من القيادات المصرفيّة العربيّة في مُؤتمر «التكامل المصرفي» في «فينيسيا»
سلامة : سياستنا منع إفلاس أيّ مصرف والليرة اللبنانيّة مُستقرّة
سلام : لا نوايا مُضمرة لتوطين النازحين السوريين
تحت رعاية رئىس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام الذي غاب عن الحضور بسبب وفاة والدته المفاجىء، وحضور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة نظم اتحاد المصارف العربية وبالتعاون مع مؤسسة الفكر العربي والمؤسسات العربية والاقليمية والدولية امس مؤتمر التكامل المصرفي العربي، في فندق فينيسيا ـ بيروت.
وشارك في فعاليات المؤتمر، الذي يتزامن انعقاده مع اجتماع الجمعية لاتحاد المصارف العربية بدورته الـ43 وزراء وحكام مصارف مركزية عربية، وزهاء 350 شخصية قيادية مصرفية عربية عليا وممثلون لأهم المؤسسات الإقليمية العربية وسفراء عرب وأجانب ورؤساء الهيئات الاقتصادية في لبنان.
وتقدم المشاركين رئيس اتحاد المصارف العربية محمد بركات، رئيس مجلس إدارة الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب رئيس جمعية مصارف لبنان الدكتور جوزف طربيه والأمين العام لاتحاد المصارف العربية وسام حسن فتوح.
تحدث في مستهل جلسة افتتاح المؤتمر رئىس اتحاد المصارف العربية بركات الذي قال: امام ما تشهده منطقة الشرق الاوسط اليوم من تحولات واضطرابات وحروب، وما خلفته من تأثيرات سلبية على النمو الاقتصادي للمنطقة العربية ككل، يأتي مؤتمرنا اليوم تحت عنوان «التكامل المصرفي العربي» في اطار سعينا لتعزيز الاستقرار المالي، من خلال رؤية تكاملية لقطاعنا المصرفي العربي، تساهم في دفع عملية التكامل الاقتصادي العربي، وتعزيز جهود التنمية المستدامة، خصوصاً وان هذا التكامل يمر اليوم في مرحلة صعبة وحرجة على الرغم من وضوح فوائده ومزاياه التي يمكن ان يحققها لجميع دولنا العربية.
واشار الى ان القطاع المصرفي العربي يشهد نمواً متزايداً، حيث تخطت اصولة عتبة 3.3 تريليون دولارعام 2015، بزيادة 8.6% عن نهاية العام 2014، كما بلغت الودائع المجمعة حوالي 2.1 تريليون دولار محققة نسبة نمو 3.8%، فيما بلغت القروض حوالى 1.7 تريليون دولار بزيادة 6.6%. وحقوق الملكية حوالى 358 مليار دولار بزيادة 4.8% عن نهاية العام 2014.
} طربية }
وتحدث رئىس جمعية مصارف لبنان، رئيس الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب جوزف طربية، فقال: تتركز الاهتمامات على التكامل الاقتصادي العربي، وهو محرّك استراتيجي للتنمية. وان التكامل عملية تدريجية، بمعنى انها تحتاج الى الزمن حتى تنضج، وهي لا تتم الا من خلال العمل الواعي الذي يخضع لقوانين العلم الموضوعية، وعلى رأسها القيام بالاصلاحات ومحاربة الفساد.
اضاف: لا بد في هذا السياق، ان نتوقف عند العنوان الرئيس لسياسة متكاملة انتهجها لبنان تتمثل بالاستقرار المالي والنقدي والذي يحظى باوسع قبول سياسي واجتماعي واقتصادي، حيث اثبتت التجربة المتواصلة على مدى عقدين متتاليين صوابية هذا الخيار الاستراتيجي ونجاعته كخيار محوري للاقتصاد الوطني والاستقرار الاجتماعي.
كما نشيد بالجهود الكبيرة التي يقودها مصرف لبنان مع المصارف التجارية والذي يستمر في سياسة «الحوافز المالية» لتحفيز النمو واصدار قرارات متكاملة لرزمات تحفيزية للتسليف بلغت لغاية اليوم ما يفوق الخمس مليارات دولار.
ثم كانت كلمة الامير خالد الفيصل، رئىس مؤسسة الفكر العربي التي القاها نيابة عنه الدكتور هنري العويط المدير العام للمؤسسة استهلها بعرض لمسار التعاون الطويل والمثمر بين المؤسسة واتحاد المصارف العربية، ثم قال: ان الدعوة الى قيام الوحدة العربية قد دغدغت، على مدى عقود، أحلام الكثيرين من الغيارى على مصالح شعوب منطقتنا ودولها، آثرنا استخدام مصطلح التكامل، لا لأن أحلام الوحدة قد تحطمت على صخرة واقع الانقسام فحسب، بل لان صيغة التكامل تعبر عن مفهوم التشارك والتفاعل.
اضاف: التكامل هو ثقافة، ونحن، في عالمنا العربي، وفي هذه الظروف العصيبة بالذات، احوج ما نكون الى اكتسابها، والى ترجمتها في شتى الحقول وعلى مختلف الاصعدة والمستويات. ولذلك ترانا، في مؤسسة الفكر العربي، من المبشرين بها والداعين الى الاعلاء من شأنها، والسعي الدؤوب لنشرها وتعميمها، وترسيخها فكراً وممارسة.
} سلامة }
وتحدث حاكم مصرف لبنان رياض سلامة فقال: نلتقي اليوم في زمن تواجه المصارف والمؤسسات المالية في منطقتنا تحديات منها ما هو ناجم عن الوضع السياسي والامني في الدول العربية ومنها ما هو ناجم عن التغيرات في تقنيات العمل المصرفي نتيجة المعايير المستحدثة.
طوّر مصرف لبنان، من خلال سلسلة من التعاميم، الهيكلية الادارية للقطاع المصرفي في لبنان.
وقد طالب المصارف بأن يكون لدى مراكزها الرئيسية وفروعها دائرة امتثال تتأكد من شرعية الاموال الداخلة اليها.
واستحدث مصرف لبنان ايضا دائرة امتثال لديه بهدف التأكد من شرعية العمليات التي تمرّ من خلاله بكافة العملات. ان التأكد من شرعية الأموال التي تدور في القطاع المصرفي والمالي، وتواصل المصارف التجارية مع دوائر الامتثال لدى المصارف المراسلة كفيلان بتخفيف مبادرات سياسات تقليص المخاطر (Derisking).
وتناول سلامة لسياسات مصرف لبنان والهدف منها فقال: بادر مصرف لبنان، ومنذ سنوات، الى المطالبة بأن يكون لدى المصارف لجان تقيم مخاطر التوظيفات، ولجان تتأكد من الادارة الرشيدة. كما طالب بأن يكون مجلس ادارة المصرف مطلعاً على أعمال المصرف وان يتألف هذا المجلس من اعضاء مستقلين.
ان الادارة الرشيدة والشفافية وتوزيع المخاطر زادت من الثة في القطاع النقدي في لبنان وأدت الى توفير السيولة في الأسواق اللبنانية بحيث تمكّن لبنان من تأمين التمويل لقطاعيه العام والخاص.
كما سمحت لمصرف لبنان بالمبادرة، من خلال خطة تحفيزية، الى تفعيل الطلب الداخلي مشجعا التسليف للقطاعات الانتاجية والسكنية والتوظيف في اقتصاد المعرفة.
وأكد سلامة على سلامة المصارف اللبنانية التي حققت نسبة ملاءة فاقت نسبة الـ 12%، وستبقى سياسة مصرف لبنان قائمة على منع افلاس اي مصرف مهما كان حجمه، وقانون اندماج المصارف يسمح لمصرف لبنان بتحقيق ذلك.
وختم ان الليرة اللبنانية مستقرة، وامكانيات مصرف لبنان والموجودات في العملات الاجنبية تسمح لنا بالتأكيد على استمرار استقرار سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي.
فالاستقرار بالعملة هو ركيزة الاستقرار بالقدرة الشرائية لدى اللبنانيين وبالثقة بالاقتصاد اللبناني وبقطاعه النقدي كما بالاستقرار في بنية الفوائد في لبنان.
ومع أن تصنيف لبنان منخفض، فان بنية الفوائد لديه تبقى أدنى من تلك المعتمدة في عدة دول في المنطقة وفي الأسواق الناشئة رغم تمتع هذه الاخيرة بتصنيف أفضل منه.
اننا نتطلع الى فوائد مستقرة للمستقبل وسوف نتدخل عند الحاجة لحماية هذا الاستقرار.
} سلام }
وكانت كلمة الختام لدولة الرئيس تمام سلام من خلال كلمة القاها بالنيابة عنه وزير البيئة محمد المشنوق الذي توجه بالتحية الى دول الخليج العربي شاكرا لها كل المساعدات التي قدمتها الى لبنان وقال: ان اللبنانيين منكم ولكم وباقون على العهد.
وقال: سمعنا بعد انتهاء زيارة الأمين العام للامم المتحدة حضوره بان كي مون اصواتا تشكك بالمجتمع الدولي ناسبة اليه نوايا مضمرة بتوطين النازحين. ونحن نذكر ما اعلناه في حضور بان كي مون ونذكر بما اعلناه في حضوره ونعيد ما قلناه في جميع المحافل الدولية بأن لبنان يرفض توطين السوريين وبأن النازحين يجب ان يعودوا الى ديارهم».
اضاف: كفى تحريكا لغرائز فئة من اللبنانيين وكفى التعاطي مع الأولويات الوطنية وكأننا في حملة انتخابية لا تنتهي»، مشددا على ان المصلحة الوطنية للبنان تقتضي التعامل بأكبر قدر من الايجابية مع المؤسسات الدولية مع التنبه الدائم بعدم التفريط بالصالح الوطني».
ورأى المشنوق انه من المعيب ان نطلب المساعدة للنازحين السوريين وعندما تأتي نشكك بنوايا حاملها»، داعيا الى عدم التسبب بالاساءة الى لبنان مهما كانت الاعتبارات».
ولفت الوزير المشنوق الى انه بعد اقل من شهرين يكمل الشغور الرئاسي عامه الثاني وقد بلغ الضعف في بينات الدولة ذروته». وقال: «ان الاشهر الـ8 التي تخبطت بها البلاد بأزمة النفايات خير نموذج لما يمكن ان يؤدي له نهج الاستقواء على الدولة، وقد آن الأوان لوقف مسار التردي العام».