كونيللي تبلغ المصارف ارتياح واشنطن لالتزامها العقوبات.. وطربيه يدعو لانضباط مالي
من جديد، تلقى القطاع المصرفي اللبناني ثناءً اميركياً على تعاطيه مع العقوبات المفروضة على كل من سوريا وايران والتزامه كل القرارات الصادرة عن مصرف لبنان في هذا الاتجاه. وهو في المقابل، طمأن مجددا الادارة الاميركية التزامه القوي بالامتثال لكل القرارات الدولية، ودعا الحكومة اللبنانية الى ان تظهر انضباطا ماليا وان تعمل على خفض نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي في السنوات المقبلة لبلوغ معدلات النمو الطبيعي.
هذا ملخص ما دار في الاجتماع الذي جمع امس رئيس واعضاء جمعية مصارف لبنان بالسفيرة الاميركية مورا كونيللي في مقر الجمعية.
وقالت مصادر مصرفية لـ"المستقبل" ان كونيللي ابلغت الجمعية بان الزيارة التي قام بها وفدها الى الولايات المتحدة في شباط الماضي لقيت صدى طيبا لدى مؤسسات القرار المالي، وجددت ثناء الادارة الاميركية على اداء القطاع المصرفي اللبناني لجهة التزامه العقوبات المفروضة على سوريا وايران، والتزامه كل ما يصدر عن مصرف لبنان.
من جهته، رئيس جمعية المصارف الدكتور جوزف طربيه ابلغ السفيرة الاميركية بان القطاع المصرفي اللبناني يعمل في ظل بيئة مليئة بالتحديات التي تتطلب منه درجة عالية من الاحتراف، واكد لها ان القطاع المصرفي اللبناني يواجه هذه التحديات بحكمة وإرادة قويتين للمضي قدما في مرحلة عدم اليقين التي تمر بها المنطقة.
اضاف طربيه: "اجتماعنا اليوم يأتي في ظروف صعبة كثيرا تمر بها منطقتنا، حيث ان الدول العربية التي تمر بمرحلة انتقالية ـ كما يقول عنها صندوق النقد الدولي ـ تشهد تغييرات كبيرة على جميع المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإنسانية وفي الجوار، فان الوضع في سوريا يدخل كما تعلمون، كل يوم في مرحلة أكثر تعقيدا".
واشار طربيه الى انه "في هذا الاطار، فان بلدنا يواجه ضغوطا سياسية واقتصادية. كما ان القطاع المصرفي يعمل في بيئة مليئة بالتحديات التي تتطلب منا درجة عالية من الاحتراف"، مؤكدا ان القطاع المصرفي يواجه هذه التحديات بـ"حكمة وإرادة قويتين للمضي قدما في هذه المرحلة من عدم اليقين".
وذكّر طربيه كونيللي بان القطاع المصرفي اللبناني اثبت قدرته على مواجهة الأزمات بنجاح "وهو ما مكنه من كسب ثقة المجتمع الدولي باعتباره قطاعا مصرفيا صحيا وآمنا". كما ذكّرها بان القطاع المصرفي اللبناني لا يزال يشكل العمود الفقري للاقتصاد ويعمل كشريك استراتيجي من اجل لبنان حر وديموقراطي، وذلك بسبب انفتاحه على العالم وتواجده في اكثر من 32 بلدا وادارته لاكثر من 158 مليار دولار تمثل 3،5 اضعاف الناتج المحلي الاجمالي.
واذ عرض للقاءات التي قام بها وفد من جمعية مصارف لبنان عندما زار الولايات المتحدة في شباط لمناسبة يوم اسواق رأس المال في نيويورك، جدد طربيه لسفيرة الاميركية التزام المصارف القوي بالامتثال لكل القرارات الدولية، وشدد على الدور الاستراتيجي الذي يلعبه القطاع المصرفي في تعزيز علاقات لبنان الاقتصادية بالولايات المتحدة والترويج للاستقرار السياسي والاقتصادي، وسط منطقة غير مستقرة. واوضح لها ان رد فعل المسؤولين الاميركيين على زيارة الوفد اللبناني كانت مشجعة للغاية.
وقال: "في ظل الوضع الراهن في بلدنا وفي المنطقة، والى ان يتسنى لنا الاستمرار في دعم الاقتصاد، لذا نحن نؤيد بقوة التوصيات الواردة من صندوق النقد الدولي مع لبنان ـ تقرير المادة الرابعة، والتي تحض الحكومة اللبنانية على تنفيذ إصلاحات البنية التحتية وتحسين بيئة الأعمال. يجب على الحكومة اللبنانية أيضا ان تظهر انضباطا ماليا وان تعمل على خفض نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي في السنوات المقبلة، لبلوغ معدلات النمو الطبيعي".
وتوجه الى كونيللي بالقول: "ان قطاعنا المصرفي يستحق الدعم المستمر من المجتمعات الدولية ومن الولايات المتحدة نظرا للدور المحوري الذي تقوم به مصارفنا في الحياة الاقتصادية والوطنية. استنادا إلى القيم العظيمة التي نتقاسمها والتاريخ الطويل من التعاون والتآزر، نحن نتمنى أن نرى علاقاتنا الى مزيد من التطور لتحقيق المنفعة المتبادلة من لبنان والولايات المتحدة".