طربيه في افتتاح مؤتمر الاتحاد المصرفي الفرنكوفوني في بروكسيل: تعميم الخدمات المالية يسهم في صنع سلام الشجعان
عقد الاتحاد المصرفي الفرنكوفوني مؤتمره السنوي في مدينة بروكسيل في بلجيكا عن "تعميم الخدمات المالية"، بالتعاون مع اتحاد المصارف العربية وجمعيتي المصارف الفرنسية والبلجيكية، والمؤسسة العالمية للفرنكوفونية، والبنك الدولي، والمفوضية الأوروبية، في حضور رئيس الحكومة في منطقة بروكسيل- كابيتال رودي فرفوت، ووزير المال البلجيكي كوين جيس.
وأشار رئيس اللجنة التنفيذية في اتحاد المصارف العربية الدكتور جوزف طربيه في الكلمة الافتتاحية الى ان "عصرنا هو عصر الديموقراطية والانفتاح وسرعة الوصول الى المعلومات، وعصر الاقتصاد الشامل للمعرفة، وعولمة الانظمة المالية والمصرفية وتاليا عولمة الاخطار والنجاحات، بحيث ان المستهلكين والمستثمرين على حد سواء مدعوون الى اتخاذ قرارات مالية، غالبا ما تكون معقدة، في ادارة شؤونهم الحاضرة والمستقبلية. ومن شأن تعميم الخدمات المالية ان يساعد في صنع مستهلكين أكثر مسؤولية ووعيا والتزاما ماليا، يمكنهم ان يقودوا عجلة التغيير في الاقتصاد، وتنشيط الابتكار ودفع ديناميكية الاسواق".
وأضاف: "في المنظومة الجيوسياسية الحالية، يعاني بعض بلداننا العربية مشاكل اليمة تنبع جذورها من البطالة والفقر واستبعاد فئات كبيرة من السكان وخصوصا الطبقة الشابة والنشيطة اقتصاديا من الخدمات المالية. وتشهد هذه الدول تحولات كبرى وتواجه تحديات قاتلة، الا انها تبقى مزودة آمالا كبرى. في هذه البلدان، لا بد ان تمر مكافحة الفقر بالتعليم وتعميم الخدمات المالية التي تعتبر عناصر اساسية للتطوير والتنمية المستدامة. ومن الممكن ان يبدأ هذا التعليم المالي في المدارس، كي نؤمن للنشء الجديد التربية والتعليم المختص بالقضايا المالية تماما كما نوفر لهم وسائل تعلم مواد الرياضيات وغيرها من علوم الحياة، إضافة الى ضمان الوصول الى الخدمات المالية التي يحتاجها المبادرون الصغار، في الوضع الاقتصادي الصعب الراهن".
وتابع: "ان المضي في هذا التوجه هو ملاقاة لاهداف مجموعة العشرين والامم التحدة في بحثهم عن الاجراءات الواجب اتخاذها دعما لحركة التنشيط الاقتصادي، واصلاح النظام المالي في مرحلة ما بعد الأزمة الاقتصادية العالمية، والتي من شأنها أن تقود الى تطوير الانسان وضمان رفاهية الشعوب".
وختم: "ان المساهمة في التعليم وتعميم الخدمات المالية هو المساهمة في صنع "سلام الشجعان". وهذا شرف لنا نحن كمصرفيين، لا بل هو من صميم أهدافنا، ان نأخذ التدابير اللازمة لجعل قطاعاتنا المصرفية والمالية قادرة على تعميم الخدمات ونشرها لكل فئات في المجتمع لتمكينها من جبه الصدمات الاقتصادية. وبهذا نكافح البطالة والفقر اللذين يشكلان مصدرا للجريمة التي تستشري في المجتمعات، ونساهم في ضمان الرفاهية وتطوير الانسان في بلداننا. أليست هذه دعائم القيم الشاملة التي تجمعنا؟ واسنشهد بعبارة لونستون تشرشل:ان المسؤولية هي الثمن الذي ندفعه للنجاح". علينا ان نتحد جميعا للوصول الى هذا الهدف النبيل".