إدارة الموارد البشرية ركن أساس في تطور المؤسسات
باتت إدارة الموارد البشرية في المؤسسات من ركائز تقدمها وتطورها، لأنّ رأس المال البشري أي الإنسان هو «العنصر المفكر والرئيسي في الإنتاج والخدمات والوسيلة والغاية من عمليات الإنتاج»، وفق توصيف رئيس الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب رئيس اللجنة التنفيذية لاتحاد المصارف العربية جوزف طربيه، في منتدى «التوجهات العصرية في إدارة المواهب والتدريب» في رعاية وزير الثقافة اللبناني ريمون عريجي في بيروت أمس. وقال طربيه في افتتاح المنتدى الذي نظمه اتحاد المصارف العربية والاتحاد الدولي للمصرفيين العرب، «قديماً كانت تُستخدم لفظة المستخدمين ثم العمال والقوى العاملة، إلى أن أصبحت توصف اليوم برأس المال البشري بلغة الاقتصاديين والأصول البشرية بلغة المحاسبين، ورأس المال الذكي أو الفكري بلغة الإداريين».
واستشهد طربيه بمقولة ديف أرليش أحد أبرز خبراء الموارد البشرية الذي حدد لإدارة الموارد البشرية الحديثة خمسة أدوار، هي الدور الاستراتيجي بمشاركتها في تنفيذ استراتيجية المؤسسة بكل فعالية وقوّة، وإدارة التغيير والتحوّل في المؤسسة نتيجة المنافسة الشديدة أو رغبة الحكومات في زيادة فعالية الأجهزة الحكومية لتلبية حاجات المواطنين، وتعزيز البنية التحتية للمؤسسة ومساندة العاملين، وإدارة المواهب بصقلها وتوجيهها وإعدادها لتبوؤ المناصب العليا والاحتفاظ بها.
وأعلن النائب الأول لحاكم مصرف لبنان رائد شرف الدين، أن العولمة «فرضت تحدّي الحفاظ على المواهب لدى المصارف، إذ ساعد الانفتاح والتحرر الاقتصادي على منح فرص كثيرة للمواهب للانتقال والعمل في بيئة مصرفية معولمة، ما فتح الباب واسعاً أمام حرب المواهب». وشدد عريجي، على «الحاجة إلى إدخال المفهوم الحديث للموارد البشرية إلى كنف الإدارة العامة، بهدف بناء مؤسسات عامة نموذجية من خلال رصد أفضل العناصر لديها وتطوير قدراتها، ما ينعكس إيجاباً على عمل القطاع العام وإنتاجيته ورفع مستواه، تحديداً على الصعيد البشري». لذا، رأى ضرورة «إيجاد قنوات تعاون بين القطاعين الخاص والعام لننقل إلى هذا الأخير ما يتناسب من مفاهيم الإدارة البشرية الحديثة».
وتحدث رئيس شركة «طيران الشرق الأوسط» (ميدل إيست) محمد الحوت، عن قصة نجاح الشركة وإنجازاتها على مدى السنوات الـ15 الأخيرة. وقال: «المجهود والسهر أمام الصعوبات أديا إلى نجاح الشركة وتحويلها من مؤسسة خاسرة إلى ناجحة تحوّل سنوياً إلى الخزينة اللبنانية عبر مصرف لبنان مبلغاً نقدياً بنحو 55 مليون دولار». وكشف الحوت عن «مشروع تُعقد آمال كثيرة عليه، هو مركز التدريب الإقليمي الذي تبنيه الشركة على طريق المطار بكلفة 100 مليون دولار، 50 مليوناً للبناء والنصف الآخر للتجهيزات".