انطلاق فعاليات القمة المصرفية العربية الدولية في باريس برعاية هولاند وبحضور 300 شخصية مصرفية ومالية
وطنية - إنطلقت فعاليات القمة المصرفية العربية الدولية للعام 2014 التي ينظمها اتحاد المصارف العربية، تحت عنوان " التحولات في الإقتصاد العالمي" في فندق Georges V في العاصمة الفرنسية بحضور أكثر من 300 شخصية تمثل قيادات المؤسسات المصرفية والمالية العربية والاوروبية من محافظي المصارف المركزية ووزراء اقتصاد وتجارة ومال ورؤساء المنظمات والهيئات والاتحاد الاقتصادية والمالية العربية يتقدمهم ممثل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي رعى هذه القمة وكان ممثلا بمستشاره الاقتصادي والمالي جان جاك بيربري، وزير الاقتصاد والتجارة الان حكيم، رئيس الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب اتحاد المصارف العربية محمد بركات ورئيس اللجنة التنفيذية لاتحاد المصارف العربية الدكتور جوزف طربيه.
تحدث رئيس اللجنة التنفيذية لاتحاد المصارف العربية الدكتور جوزف طربيه عن الاوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بعدما لفت الى ان العالم يعاني ازمة اقتصادية عميقة، والعالم غارق في عدم اليقين، حيث ان كافة بلدان العالم تحت مطرقة الادارة الضعيفة للواقع وسندان التطلع الى مستقبل افضل في وقت تواجهنا تحديات علينا مواجهتها بالمزيد من الحيطة والتعقل.
وقال: "على الصعيد العالمي ان جشع اسواق المال وغياب قواعد صلبة اديا الى ازمات مالية ومصرفية هزت المؤسسات التي كنا نعتقد انها قادرة على مواجهة الصعاب وخاصة البلدان النامية. اضف الى ذلك ان الازمات السيادية التي طالت عددا من بلدان العالم استدعت اصلاحات هيكلية جديدة وفرض قواعد مالية صارمة لوضع الاقتصاد العالمي الضعيف على سكة الانتعاش". منوها بتوقعات صندوق النقد الدولي التي تشير الى معدلات نمو على الصعيد العالمي بنحو 3.6% في 2014 على ان تصل الى 3.9% في 2015، وفي هذا الاطار رأى الدكتور جوزف طربيه ان اعادة تقوية الاقتصاد العالمي بدأت انما يتوجب علينا القيام بالمزيد من الاجراءات".
اما على الصعيد العربي فيرى طربيه "ان منطقتنا تغرق اليوم في اجواء سياسية اقتصادية وجيوستراتيجية معقدة. بوجه عام هذه التحديات المؤلمة والمميتة جعلت من بعض البلدان العربية مسرحا للمعارك ما يزيد من الضعف الاقتصادي واصبحنا في حالة عبور من الفقر الى البؤس وملايين الوظائف اختفت واصبحت حياة ملايين العائلات في خطر"، مبديا خشيته من "ان تنتقل عدوى هذه الظاهرة الى بلدان اخرى في العالم حتى البعيدة منها". متحدثا عن "ارتفاع نسب البطالة في العالم العربي والتي تطال بشكل خاص فئة الشباب"، مشددا على ضرورة "اعادة النظر بالنظام التربوي للشباب لكي لا تزداد الازمة تعقيدا"، لافتا الى "تداعيات الازمة على المستوى الكلي من عدم استقرار مالي والمرتبط بمخاطر الدول"، ومشيدا بمقررات بازل III وتعزيز الاموال.
وشدد طربيه على ضرورة "مكافحة الفساد وتخفيض العجز في الموازنات"، منوها بدور القطاع المصرفي الذي يلعب دورا اساسيا في تقوية النمو الاقنصادي. واعتبر طربيه "ان الصورة ربما تكون قاتمة ولكن هناك امل لكي تكون الصورة اكثر وضوحا من خلال تعزيز التعاون ورص الصفوف للوصول الى حلول مشتركة تعزز الاستقرار المالي"، معتبرا "ان القطاع المالي هو العربة المحركة للنمو".
وفي الجانب المصرفي، يؤكد طربيه وجود تأخير وتفاوت في العمل بين المصارف العربية. معتبرا "ان المهم هو ان يبقى القطاع المالي العربي"، مركزا على اهدافه الا وهي خدمة الاقتصادات العربية ومواكبة النمو وتعزيز وتقوية المجتمع العربي.
في هذا الاطار، طالب جوزف طربيه المجتمع الدولي ان يقوم هذه المرة واكثر من اي وقت مضى ، وفي مرحلة ما بعد الازمة، بمساعدة البلدان العربية التي اجتاحتها الحروب لتحقيق طريق السلام والاستقرار والتنمية المستدامة.