كلمة
الدكتور جوزف طربيه
رئيس الإتحاد الدولي للمصرفيين العرب
رئيس اللجنة التنفيذية لإتحاد المصارف العربية
فــــي
اللقاء السنوي لمجموعة خبراء مخاطر تحت عنوان:
" مؤشرات المخاطر المصرفية"
15-16 أيلول/سبتمبر 2021
15 أيلول/سبتمبر 2021
11:00 صباحاً (بتوقيت بيروت)
السيدات والسادة،،،
أودّ أولاً الترحيب بكم جميعاً في هذا اللقاء السنوي لمجموعة خبراء المخاطر في الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب، والذي يأتي هذا العام تحت عنوان "مؤشرات المخاطر المصرفية". كما أشكر مشاركتكم فعاليات هذا اللقاء، والتي نسعى دائماً أن تكون ذات قيمة علمية مميزة، وان تُقدّم قيمة مضافة رفيعة المستوى للمصرفيين العرب.
كما أودّ شُكر الامانة العامة للإتحاد الدولي للمصرفيين العرب على جهودهم المستمرّة لتعزيز مكانة ونشاط الإتحاد. والشكر موصول أيضاً إلى السيدة باسكال مقصود دحروج، رئيسة إدارة المخاطر المالية والتشغيلية في مجموعة بنك بيبلوس، على مشاركتها معنا والتحدّث في أعمال هذا الملتقى نظراً لخبرتها الطويلة في إدارة المخاطر، وخاصةً حول كيفية إستخدام مؤشرات المخاطر المصرفية في عملية إدارة المخاطر بأبعادها المختلفة.
يتناول لقاؤنا هذا الإضاءة على مؤشرات مخاطر المصرف، والتي تُعتبر أداة استراتيجية مهمة في أيدي مجلس الإدارة، والإدارة العليا، وأصحاب المصلحة المختلفين، للسماح لهم بتحديد وضعية المصرف، وبالتالي اتخاذ القرارات المتعلقة به، من حيث الاستثمار في اسهمه او ايداع الاموال لديه وغيرها من القرارات. وتحديداً، تمكّن هذه المؤشرات من تقييم وضعية المخاطر المرتبطة بالمصرف، وتحليل اتجاهات تلك المخاطر، والمقارنة مع الأقران، والمقارنة التاريخية، والمقارنة المعيارية مع أفضل الممارسات، والمقارنة مع رؤية المصرف وأهدافه، وتحليل الفجوات، ومراجعة واتخاذ الإجراءات.
وتشمل مؤشرات مخاطر المصرف التي سيتم الاضاءة عليها بشكل أساسي: المؤشرات الاستراتيجية (كنسب رأس المال والربحية)، ومؤشرات الائتمان (كتركّز وجودة الائتمان)، ومؤشرات السيولة ومخاطر السوق (كسعر الفائدة وسعر الصرف الأجنبي)، ومؤشرات المخاطر التشغيلية (بما في ذلك المخاطر القانونية ومخاطر السمعة والامتثال، ومخاطر تكنولوجيا المعلومات والمخاطر السيبرانية).
وتعتبر مؤشرات المخاطر الرئيسية (Key risk indicators) مقاييس توفر معلومات حول مستوى التعرض لمخاطر معينة يواجهها المصرف في أي وقت من الاوقات. ويمكن اعتبار مؤشرات المخاطر الرئيسية بمثابة مقاييس يمكن استخدامها لرصد عوامل الخطر المحددة بمرور الوقت.
وتكمن الفائدة في استخدام مؤشرات المخاطر الرئيسية في توفير المعلومات التنبؤية لتسهيل اتخاذ القرار وتمكين اتخاذ الإجراءات الوقائية. ويتوجب على ادارة المخاطر صياغة واعتماد مؤشرات المخاطر الرئيسية بحيث تقوم بقياس الأمور التي قد تثير القلق، والإبلاغ عنها. ويوجد العديد من التحديات المرتبطة باختيار مؤشرات المخاطر الرئيسية، ومنها على سبيل المثال ما يلي:
•
هل التعريفات المعتمدة للخطر المُراد قياسه واضحة ودقيقة؟
•
هل يتم قياس الخطر (أو التعرض) الصحيح؟
•
هل تم تحديد مؤشرات المخاطر الرئيسية (ومن ثم الفرعية المرتبطة بها) التي يجب اعتمادها؟
•
هل القياسات المعتمدة لمؤشرات المخاطر الرئيسية (والفرعية) دقيقة؟
•
هل يمكن مقارنة النتائج مع معايير محددة؟
وبالإضافة الى ذلك، يجب أن تتمتع مؤشرات المخاطر بالخصائص التالية من أجل استخدامها كأداة لإدارة المخاطر:
•
توافر البيانات التي تُعد كمدخلات لعملية القياس.
•
يجب أن تكون البيانات قابلة للقياس الكمي سواء بالنسبة المئوية أو القيمة أو الحجم.
•
يجب مراقبة تطور مؤشرات المخاطر على أساس منتظم.
السيدات والسادة،،،
إن الأغراض من اعتماد منهجية مؤشرات المخاطر في المصارف متعددة إذ يمكن استخدامها كأداة إنذار مبكر للمخاطر الوشيكة، والتي ستسمح للإدارة باتخاذ إجراءات وقائية، أو لتطوير وتنفيذ تدابير رقابية،
وكذلك تحديد الرغبة الواقعية في المخاطرة أي تحديد شهية المخاطرة الواقعية من قبل المصرف.
السيدات والسادة،،،
أخيراً، أودّ الاشارة الى أن هذا اللقاء هو تقليد سنوي يزداد أهميّة في كل عام بفضل ما نلقاه من تعاون وتنسيق من الخبراء العرب والدوليين، كما أصبح منصّة لتبادل الخبرات وعرض التجارب ومناقشة آخر مستجدات إدارة المخاطر، والعمل على تطوير أداء وكفاءة مصرفيينا العرب وتحصين مصارفنا في مواجهة المخاطر.
أتمنّى للقائكم التوفيق والنجاح في تحقيق الأهداف المرجوّة منه.
وشكراً لإصغائكم،،،