كلمــــة
الدكتور جوزف طربيه
رئيس مجلس إدارة
الإتحاد الدولي للمصرفيين العرب
فــــي
حفل العشاء السنوي
للإتحاد الدولي للمصرفيين العرب
"جوائز التميّز والإنجاز المصرفي العربي للعام 2024"
20 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
القاهرة – جمهورية مصر العربية
19:00 مساءً (بتوقيت القاهرة)
_______________________________
أصحاب المعالي والسعادة والسيادة
أيها الحضور الكريم / أسعد الله مساءكم بكلّ خير،،،
يُسعدني أن أرحّب بكم جميعاً في هذه الأمسية الجميلة، وفي هذا البلد العريق مصر، وأتقدّم بخالص الشكر والتقدير لضيوفنا الأعزاء من كافة الدول العربية، وللسادة أعضاء الهيئة العامة للإتحاد الدولي للمصرفيين العرب، لتشريفنا بحضورهم ومشاركتهم في هذه الإحتفالية الجامعة، التي أرادها الإتحاد الدولي للمصرفيين العرب، مناسبة للإحتفال بمن أنجز وتميّز في مجالات الصناعة المصرفية من شخصيات قيادية ومؤسسات مصرفية إستطاعت، أن تحافظ على متانتها وملاءتها المالية وجودة أصولها، والتي لا تزال تشكّل سنداً أساسياً، ودعامة ثابتة لإقتصاداتنا العربية.
أيّها الحضور الكريم،،،
إننا في الإتحاد الدولي للمصرفيين العرب، وعلى الرغم من الظروف الصعبة، وما ستخلّفه من تداعيات على صعيد الخارطة السياسية والإقتصادية في منطقتنا العربية، ننظر إلى المستقبل بثقة نشق طريقنا بثبات لتحقيق أهدافنا التي لا حدود لها في بناء كادرات مصرفية متقدّمة ومتطوّرة كأساس متين تقوم عليه المهنة المصرفية العربية. وهذا يتطلّب منا جميعاً جهداً مضاعفاً، وإستعداداً واعياً، ومخططاً للتعامل مع مستقبل سريع التغيّر والتحوّل، لأن خيارنا الوحيد الدائم هو الريادة والتميّز.
والمستقبل كما تعلمون، أيّها السادة، لا بدّ أن نبنيه على مواردنا البشرية، فالعنصر البشري المتمكّن هو ركيزة للمؤسسة، وأكثرها تأثيراً على أدائها العام وإنتاجيتها، من خلال تنمية مهاراته الشخصية والمهنية، حيث أنّ الإنسان هو العامل الأول الذي يتوقف عليه تحقيق أهداف المؤسسة ونجاح خططها.
لذلك سعى الإتحاد، من خلال مؤتمراته ومنتدياته السابقة، إلى وضع إستراتيجية لإدارات الموارد البشرية تنهض بوظائف التخطيط الوظيفي لتعزيز أنظمة التعامل مع العملاء، وتطوير المسؤولية الإجتماعية للمصارف، إضافة إلى توضيح دور القيادات الفاعلة في تحقيق الإبداع والتميّز المؤسسي، وإدارة المواهب وبناء القدرات في الصناعة المصرفية والمالية، في ظلّ التحوّلات السريعة في تكنولوجيا المعلومات والإتصالات.
وفي هذا المجال، أيّها الحضور الكريم، يشهد المشهد المصرفي العالمي تحوّلاً عميقاً مدفوعاً بالإعتماد الواسع النطاق على الذكاء الإصطناعي. وبات التعايش والتكامل بين الذكاء البشري والذكاء الإصطناعي هو المفتاح لتحقيق مستقبل زاهر، لذا علينا أن نستفيد من نقاط قوة كل منهما، وأن نعمل على تطوير هذا التكامل بحكمة وأخلاقية بما يضمن تحقيق أقصى إستفادة ممكنة للمجتمع.
والذكاء الإصطناعي بما يوفّره من سرعة ودقّة في المعالجة والتحليل، يمكن أن يكمّل القدرات البشرية، ويعزّز قدرتنا على إتخاذ قرارات أكثر إستنارة، فيما يظلّ الذكاء البشري أساسياً لتوجيه هذه التقنيات الحديثة نحو أهداف إنسانية، وضمان أن تظلّ التكنولوجيا في خدمة البشرية وليس العكس، فالمصارف لا تتقدّم إلا بالعنصر البشري، الذي يتميّز بالفهم العاطفي والإبداع الذي يميّز البشر، في حين أنّ الذكاء الإصطناعي يعتمد بشكل كبير على جودة البيانات التي يقدّمها البشر.
أيّها الزملاء،،،
إن دوركم عظيم كصانعي القرار الاقتصادي والمالي العربي من خلال مصارفكم؛ كما انكم مسؤولون عن مواكبة التطور العالمي الحاصل على صعيد تحسين الكفاءة في إدارة مؤسساتكم، وولوج الاقتصاد الرقمي واستثمار الذكاء الإصطناعي في أعمالكم. وقد سمعنا أن بلداً كأميركا إختار رئيسها المنتخب الاسبوع الماضي رئيسي شركتين هامتين لتولي وزارة "الكفاءة الحكومية" التي أوكل اليها تمهيد الطريق لتفكيك البيروقراطية الحكومية، وتقليص الإجراءات التنظيمية المفرطة وخفض الهدر في النفقات وإعادة هيكلة الإدارات الفدرالية، معتبراً الامر ضروري لحركة إنقاذ أميركا. وقد بدأ البحث عن ترشيحات لموظفين يحلون المشاكل آكثر مما هو مطلوب موظفين يحملون الشهادات فقط. وبالطبع يفهم من ذلك أن ما هو مطلوب بإلحاح هم القادة الأذكياء في ظل إنتشار إستعمال الذكاء الإصطناعي على الرغم من التطور الكبير في هذا المجال، إذ لا يمكن إغفال أهمية الإنسان والقدرات الفكرية التي يتمتع بها البشر في تقدم المؤسسات.
أيّها الحضور الكريم،،،
إنّ الإتحاد الدولي للمصرفيين العرب، ومجلته “The Banking Executive” يفخران اليوم في هذه الأمسية، أمسية الريادة والتميّز، بتكريم هذه النخبة المميّزة من عالم المال والمصارف، وأتمنى للمكرمين من قيادات ومؤسسات دوام التقدّم والنجاح والإستمرار في تحقيق الإنجازات والتميّز في تقديم الأفضل إلى مجتمعنا العربي، وإلى مصارفنا العربية العريقة.
وشكراً لإصغائكم،،،