كلمة رئيس جمعية مصارف لبنان
الدكتور جوزف طربيه
في
الغداء المخصّص للإعلاميّين
بتاريخ 3/11/2009
أيها الإعلاميّون الكرام،
يطيب لنا أن نرحّب بكم وأن نستضيفكم في لقاء الممالحة هذا، تعبيراً عن المودّة التي نكنّها جميعاً لكلّ فرد منكم وعن تقديرنا البالغ لرسالتكم المهنية والوطنية.
أيها الأصدقاء،
تدركون بلا شكّ أن الاقتصاد عصب الحياة العامة والخاصة على السواء، وأن القطاع المصرفي اللبناني هو ركن أساسي من أركان اقتصادنا الوطني، بقطاعَيْه العام والخاص. فهذا القطاع الذي بات يضمّ اليوم 65 مصرفاً عاملاً ويستخدم حوالي 19 ألف موظف، أي ما يقارب 2% من القوى العاملة الإجمالية في لبنان، يسهم بنسبة تزيد عن 5% في تكوين اجمالي الناتج المحلي، ويوزّع تسليفاته بفعالية على مختلف القطاعات الانتاجية والخدماتية، دون أن يتخلّى عن دعم مالية الدولة التي تعاني منذ ثلاثة عقود صعوبات لا يُستهان بها، ومن غير أن يتوانى في الوقت نفسه عن اللحاق بالانتشار اللبناني في دنيا الاغتراب.
إن اقتصاد لبنان ليس اقتصاداً مُعاناً، رغم المساعدات العربية والدولية المشكورة والمهمـة التـي يحصل عليها بيـن فينة وأخـرى. من هـنا إضطّلاع القطـاع المصرفي المحلي بمهمّة إمداد شرايين اقتصادنا الوطني بالدم الذي يُبقيه نابضاً بالحيـاة، صامداً في وجه المحـن، قادراً على جبه التحدّيات وقابلاً للنمو والتطور. ولم تعد مناعة مؤسساتنا المصرفية اللبنانية، وجدارة إداراتها، وكفاية كوادرها وموظفيها، وثقة الداخل والخارج بها مسائل مطروحة للنقاش او التشكيك، بل أضحت على العكس موضع إجماع المراقبين والمحلّلين اللبنانيّين وغير اللبنانيّين. وهذا هو رأسمالنا الأبقى والأغلى : إنسانُنا، وثقة الغير بنا.
إننا على يقين من أن الأوساط الإعلامية اللبنانية، بما تمثّله من حسّ نقدي موضوعي ومن أدوات تواصل مع الرأي العام المحلي والعربي والأجنبي، لعبت ولا تزال تلعب دوراً حيوياً في إعطاء هذه الصورة الناصعة المشرٍٍٍقة عن واقع القطاع المصرفي اللبناني وإسهاماته المتنوّعة في تعزيز صمود لبنان الدولة والوطن أيّام العسر، وفي ترسيخ البحبوحة والرخاء أيّام اليُسر.
هذه الصورة الحقيقية والإيجابية عن القطاع المصرفي اللبناني هي التي تحرص عليها جمعيّة مصارف لبنان، وهي نفسها التي تدأبون أنتم، أيّها الإعلاميّون الكرام، على نشرها بموضوعية ومهارة حرفيّة عالية. وها نحن اليوم، زملائي أعضاء مجلس الإدارة، الغائبين منهم والحاضرين، وأنا شخصياً، نغتنم فرصة بدء سنة اليوبيل الذهبي لجمعيّتنا كي نقول لكم بكل بساطة ومحبة : شكراً لكم.
شكراً على الجهود الدؤوبة التي تبذلونها في الاهتمام بالشؤون الاقتصادية عموماً والشؤون المصرفية والمالية بوجه خاص. ودوركم في توعية الرأي العام وإغناء ثقافته الاقتصادية وإثارة اهتمامه بقضايا أساسية ومحورية في حياته الخاصة والعامة، هو دور نبيل يرتقي الى مصاف الرسالة.
أيها الأصدقاء،
لقد أعدّت جمعيتنا بمناسبة يوبيلها الذهبي برنامجاً يشتمل على مجموعة أنشطة ومبادرات من شأنها إعطاء هذا الحدث بُعده الوطني المنشود، إضافة الى بُعده المالي والاقتصادي. وقد أضحى هذا البرنامج بين أيديكم، فعسى أن يحظى برضاكم.
ومن دواعي سرورنا واعتزازنا أن تحلّ مناسبة اليوبيل الذهبي لجمعيّتنا وقطاعنا المصرفي يعيش "عصره الذهبي" بكل ما في الكلمة من معنى. فقد اكتسب هذا القطاع من النضج والخبرة والمناعة ما جعله أحد أبرز سمات لبنان وعلاماتـه الفارقة حتى أن سمعة الصناعة المصرفية اللبنانية باتت تضاهي اليوم سمعة " المطبخ اللبناني" الذي يصنّف في عداد أفضل سبعة مطابخ في هذا الفن. وحين يجري الحديث في مختلف المحافل ووسائل الإعلام العربية والأجنبية عن الأزمة المالية العالمية الراهنة، يأتي لبنان وقطاعه المصرفي والمالي في طليعة الاستثناءات، بين الدول لم تُصَب مؤسساتها المصرفية بشظايا هذه الأزمة الحادّة.
أيها الإعلاميّون الأعزّاء،
إن جمعيّة مصارف لبنان التي تثمّن رسالتكم الإعلامية وفعاليّة دوركم، والتي تحرص، من خلال أمانتها العامة ومديرية الإعلام فيها، على تقديم كل المعطيات والدراسات والمعلومات التي من شأنها تسهيل عملكم، تجدّد لكم اليوم الإعراب عن احترامها وتقديرها لكلّ فرد منكم، وللمؤسسات الإعلامية الناشطة التي تمثّلون، كما للأطر التنظيمية التي جهدتم ونجحتم في تأسيسها، مع تأكيد العزم الثابت على تكثيف وتعزيز التواصل معكم خدمةً للأهداف والقيم النبيلة المشتركة التي نلتقي حولها، وهي : مصلحة لبنان العليا، والخير العام للبنان، الوطن والمواطن.
مجدّداً، أهلاً بكم و Bon Appétit
بيروت في 3/11/2009
رئيس جمعية مصارف لبنان
الدكتور جوزف طربيه
