كلمة الدكتور جوزف طربيه
رئيس جمعية المصارف في لبنان
في حفل الغداء التكريمي الذي اقامه اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان
على شرف الدكتور جهاد ازعور
بمناسبة تعيينه مديراً إقليمياً لصندوق النقد الدولي لمنطقة الشرق الاوسط وآسيا الوسطى
أيها السيدات والسادة،
الدكتور جهاد أزعور علم من أعلام لبنان الخفاقة في سماء التميز، خدم لبنان في الماضي وتبوأ اهم المناصب المالية والسياسية وعلى رأسها تعيينه وزيراً للمالية في زمن من أشد الأزمنة حراجة في تاريخ لبنان الحديث.
لقد قام دائماً بالمهام المنوطة به بترفع وأخلاقية مقرونة بالعلم والمعرفة والكفاءة وترك بصمات لا تمحى، لا تزال تشكل منارة وقدوة للشباب اللبناني إذا ما قدر لهم تسلم مسؤوليات بلدهم. وقد واكبت إداءه عن قرب من خلال خطي تماس دقيقين أولهم مسؤولياتي في القطاع المصرفي وتعاطي المتواصل مع وزارة المالية، وهي أم الوزارات المنوط بها إدارة مالية الدولة والدين العام والتعاطي مع المصارف المورد الأساسي لهذا الدين، أما خط التماس الثاني والأقرب الى نفسي، فهو كوني خدمت وزارة المالية في مطلع شبابي كرئيس لإدارة ضريبة الدخل فيها، وكنت منذ البداية مهتماً بتعزيز جهاز الضرائب وجذب أفضل الموارد البشرية للعمل فيه، وتأهيلها في الداخل والخارج، وتحديث التشريع الضريبي وعصرنته، وبالتالي كنت متابعاً، ولا ازال، لما يفعله أي وزير على هذا الصعيد لأن مستقبل لبنان يتوقف على الوصول الى كفاية ضريبية تؤدي الى الاستغناء تدريجياً عن تصاعد المديونية العامة.
لقد ترك وزير المالية اللبنانية السابق جهاد ازعور إرتياحاً كبيراً في إدائه في وزارة المالية وفي غيرها من الوظائف التي شغلها في حياته المهنية. ولم يكن مفاجئاً لنا أن يعيّن جهاد في أي منصب رفيع في لبنان أو في الخارج، لذلك لقي تعيينه في صندوق النقد الدولي مديراً لإدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى ترحيباً حاراً من كل معارفه، ولعل أفضل ما قيل في هذا المجال ما نشره صندوق النقد الدولي بهذا الخصوص ومفاده أن الدكتور أزعور يتمتع بمنظور شامل متكامل، حيث أضطلع بأدوار قيادية عليا سواء في الحكومة اللبنانية كوزير مال اسبق أو في شركات القطاع الخاص ....، بما يؤهله لمساعدة الصندوق على المساهمة بشكل فعال في أهم قضايا الساعة التي تواجه المنطقة.
الأخ العزيز جهاد،
إنك بتعيينك في هذا المنصب الدولي تعطي بشائر لدور لبنان المقبل في المنطقة. إنه تحضير لدور لبنان في إعادة بناء الشرق الاوسط الملتهب وآسيا الوسطى المضطربة في مرحلة بعد إنهاء النزاعات القائمة. نحن نعيش اليوم في بلد مستقر نسبياً، تحيط به منطقة عدم إستقرار خطيرة، عكس ما كان في السابق حيث كنا البلد الأكثر إضطراباً في محيط راكد. أنت تعرف سبب النزاعات والحروب وعدم الاستقرار في المنطقة نتيجة التجربة التي مر بها بلدنا سابقاً، ونراهن على نجاحك من خلال منصبك الجديد في إعادة صياغة السياسات الاقتصادية والمالية الجديدة لخدمة المنطقة والمساعدة في إنتشال الملايين من الفقر، حيث يكون النمو الاقتصادي القاطرة الاساسية لإدارة التحولات الاجتماعية لتحقيق الاستقرار وإنهاء النزاعات وخدمة السلام في المنطقة والعالم.
نتمنى لك النجاح في مهامك الجديدة في خدمة منطقتنا، وكذلك في خدمة لبنان.