كلمة رئيس الرابطة المارونية الدكتور جوزف طربيه
في الجمعية العمومية
الكرنتينا، يوم الاربعاء 15/12/2010،
نرحب بكم هذه الليلة ونشكر لكم تلبيّتكم دعوة الرابطة المارونية الى الجمعية العمومية. وجميل أن تقع هذه الجمعية في الزمن الميلادي حيث تسطع أنوار الرجاء، والأمل المطلّ وسط سحابة الغيوم الداكنة التي تتلبد في سماء لبنان، وتنذر بعواصف شديدة الهبوب إذا لم نتداركها بالحكمة ووحدة الصف وتغليب المصلحة الوطنية لتعلو فوق كل المصالح الذاتية والفئوية.
حصاد سنة من عمل الرابطة تتطلعون عليه من خلال البيان الذي سيتلوه عليكم بعد قليل أمينها العام، وأيضاً من خلال الأوراق المرفقة التي تلخص عمل اللجان المنبثقة من المجلس التنفيذي. على أن ما يهمني الإضاءة عليه هو الدور الذي إضطلعت وتضطلع به الرابطة المارونية، وهو يقوم على المحاور الآتية:
1- عودة المسيحيين ولا سيما الموارنة الى الدولة وإقبالهم على القطاع العام عملاً بمبدأ المناصفة ومراعاة لضرورات التوازن الوطني، وهو شأن ميثاقي بامتياز عملت الرابطة على ترسيخه من خلال آليات في مجال الإعداد والتوجيه وبما يخدم هذا الهدف.
2- مضاعفة الجهود لتسريع عجلة العمل على تمتين المتحدرين من أصل لبناني على إستعادة جنسية الوطن الأم، ومتابعة قرار مجلس الشورى الذي قضى بنزع الجنسية اللبنانية من غير مستحقيها والذين حصلوا عليها بفعل مرسوم التجنيس الجائر الذي صدر في العام 1994.
3- حق اللبنانيين المنتشرين في الانتخاب حيثما هم وإنفاذ القرارات الرسمية والوعود الصادرة في هذا الشأن .
4- تفعيل وتحديث أجهزة الرابطة المارونية وتمكينها من الاتصال بأعضائها في الداخل والخارج وبالرابطات والاتحادات المارونية في ديار الإنتشار تمهيداً لتحويل هذا الربط من مجرد تواصل الى منظومة عمل متكاملة ومتناغمة توظف في خدمة القضايا الوطنية والمارونية.
على أن المصالحة المسيحية، وتحديداً المارونية، تظل في مقدمة ما نسعى إليها نظراً لضرورتها القصوى في هذه الأحوال المصيرية البالغة الدقة والصعوبة. وإذا تعذر تحقيق اللقاء بين القادة السياسيين مباشرة، فإن تسليمهم بسقف المشتركات يعتبر خطوة مهمة، وهذا ما حققته الرابطة الى حد بعيد أقلّه في عدة ملفات منها عودة المسيحيين الى إدارات الدولة، ووجوب عدم الإحتكام الى العنف لحلّ الخلافات، وملف التوافق على حقوق الفلسطينيين في لبنان. وقد قامت اللجنة السياسية المنبثقة من المجلس التنفيذي والتي تضم ممثلين عن كل الفرقاء والاتجاهات بدور رائد ومشكور في هذا الاتجاه
وسنظل مواظبين على عملنا هذا تحت سقف بكركي، في إتجاه تحقيق وحدة الكلمة والصف. ولن ننجح في ما نقوم له إذا لم يتحقق التعاون بين أفراد الأسرّة الرابطية الغنيّة بإمكاناتها وطاقاتها، ونحن على يقين من وجود هذا التعاون الذي نريده مثمراً ويصبّ في خانة واحدة: خدمة لبنان والموارنة.
عشتم وعاش لبنان