كلمــــة
الدكتــور جـوزف طربيــه
رئيــس جمعية المصارف في لبنان
رئيــس الاتحاد الدولي للمصرفييـن العــرب
في
افتتاح مؤتمر مالية العراق Iraq Finance 2016
فندق فينيسيا - بيروت 7-8 مارس آذار 2016
أصحاب المعالي والسعادة
سعادة محافظ البنك المركزي العراقي، الأستاذ علي العلاق
زملائي المصرفيين
السيدات والسادة،
اسمحوا لي بداية أن أرحّب، باسمي وباسم جمعية مصارف لبنان بالوفد العراقي الكريم، وعلى رأسهم سعادة المحافظ الاستاذ علي العلاق، والزملاء المصرفيين العراقيين واللبنانيين والأجانب الحاضرين في هذا المؤتمر الدولي الثالث حول المالية والمصارف في العراق. أرحب بكم في بلدكم، وفي عاصمتكم بيروت المستعدّة دوماً لاستقبالكم ولاحتضان أعمالكم، ولعب دورها التقليدي كمكان رحب للتفاكر والتلاقي والحوار في كافة الظروف ومختلف المناسبات.
يشكـّل مؤتمرنا اليوم منصة أساسية لتوثيق علاقات التفاعل والتعاون بين المصارف العراقية واللبنانية، وتبادل الخبرات والتجارب لتحسين وتطوير العمل المصرفي والمالي. كما هو منبر لمناقشة الوضع الحالي واستعراض القضايا والتحديات التي نواجهها، وبحث لآفاق توطيد العلاقات بين البنوك والسلطات المصرفية، إضافة إلى توفير الفرص المستقبلية.
ونرحب أيضاً في هذه المناسبة، بانفتاح العراق الشقيق على القطاع الخاص والاستثمار وتهيئة البنية الاستقبالية. ونحيي متابعة البنك المركزي العراقي لجهوده وسعيه لتحديث النظام المصرفي العراقي وزيادة فاعليته وتقديم الائتمان الآمن والاستثمار السليم للعملاء، في سوق كبيرة وواعدة.
واننا في هذا السياق نتطلع الى مزيد من التعاون البنـّاء والمثمر مع المصارف العراقية الشقيقة ومع البنك المركزي العراقي، وما وجود تسعة مصارف لبنانية في العراق الا خير دليل على رغبتنا في المساهمة بخدمة الاقتصاد العراقي وشعب العراق الشقيق، بالرغم من بعض الصعوبات التي تواجه عملنا في العراق والتي سبق لبعض المصارف اللبنانية العاملة في العراق ان اثارتها بشكل مباشر مع معالي المحافظ، وخلال انعقاد مؤتمر الشمول المالي الاخير في بغداد. ان هذه المعوقات ستحدّ من قدرتنا على تقديم الخدمات والمنتجات المصرفية التي نقوم بتقديمها في لبنان وفي بلدان اخرى، آملين ازالتها خدمة للقطاع المصرفي العراقي.
اما تواجد مصارفنا اللبنانية في السوق العراقية كما في الأسواق العالمية الأخرى، فيأتي ضمن استراتيجية البنوك اللبنانية للتوسع في الخارج ونقل خبرتها وخبرة رأسمالها البشري المشهود له بالكفاءة والاداء لجهة الادارة والتنظيم. وهي بالرغم من صغر حجمها قياساً الى السوق العراقية المصرفية الضخمة، تعمل على تقديم الخدمات والمنتجات التنافسية المصرفية الشاملة للعملاء، وعلى وضع خبرة الصناعة المصرفية اللبنانية في خدمة القطاع المصرفي العراقي الشقيق بهدف تطويره وتحديث الخدمات المقدمة الى العملاء. وتجدر الاشارة في هذا السياق، أنّه، بفعل الأخطار الجيوسياسية المتنامية حالياً في منطقتنا، تلجأ مصارفنا، حمايةً لأعمالها، الى التشدد في قضايا الامتثال وادارة المخاطر وغيرها من متطلبات اجراءات مكافحة تبييض الأموال وتمويل الارهاب، واعرف عميلك، وتأمين الموارد البشرية اللازمة والكفوءة لدوائر الامتثال، واعتماد البرامج المعلوماتية العالمية المتخصصة، بحيث تبذل دوائر الامتثال نسبياً أكبر الجهود في تأدية العمل المصرفي. وما يطبق في المصرف الأم في لبنان، يطبّق على كافة فروع أي مصرف لبناني في الخارج، إضافة الى القوانين المحلية المرعية الاجراء، ضمانة لسلامة القطاع المصرفي اللبناني ككل من عمليات تبييض الأموال وتمويل الارهاب، ومصارفنا اللبنانية كما تعلمون، متواجدة في 31 بلداً، وتتعامل مع شبكة مراسلين في 111 مدينة في العالم.
أيها الحضور الكريم،
لا يسعني في هذا السياق الا التوقف عند دور المصارف في لبنان التي تشكل العامود الفقري للاقتصاد. فقد تخطت الميزانية المجمعة للمصارف العاملة في لبنان لغاية 31/12/2015، 185 مليار دولار أي ما يقارب 3.4 اضعاف الناتج المحلي الذي قدّره صندوق النقد الدولي بحوالي 54 مليار دولار.
والملاحظ انه، خلافا للأزمة الاقليمية وانعكاساتها السلبية، فقد شهد القطاع المصرفي اللبناني أداءً مميزاً لجهة صلابته، وهو يسجل حاليا نمواً مقبولاً ومعدلات سيولة وملاءة مشجعة. ومردّ هذه الصلابة أيضا إلى الأداء الناجح لإدارات المصارف ولمصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف، إضافة إلى الحوار المفتوح والدائم مع جمعية المصارف في لبنان. وقد أنتج هذا التعاون الدائم بين السلطات والقطاع المصرفي قطاعاً مصرفياً متيناً.
وفي المحصلة، يبقى أن نأمل أن يتعافى العراق الشقيق سريعاً ويباشر عملية اعادة الاعمار، فهو يشكل سوقاً واعدة سيكون فيها للمصارف دورٌ حيويٌ واساسيٌ في مسيرة النهوض.
أكرر ترحيبي بالسادة الزملاء والاخوة العراقيين والحضور في هذا الجمع المميز من المصرفيين والخبراء، متمنياً لهذا المؤتمر كل النجاح المرجو.
وشكراً لحسن إصغائكم.