كلمة رئيس جمعية مصارف لبنان
الدكتور جوزف طربيه
في المؤتمر الصحافي
حول
توقيع بروتوكول تعاون بين جمعية مصارف لبنان
والمديرية العامة للأمن العام
بيروت في 19 أيلول 2012
سعادة مديرعام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم،
السادة الزملاء أعضاء مجلس الإدارة،
أيُّها السيّدات والسادة ممثلو وسائل الإعلام،
إسمحوا لي بدايةً أن أرحب بسعادة مدير عام الأمن العام وبصحبه من المديرية الذين شرّفونا بحضورهم إلى مقرّ جمعيتنا وذلك من أجل إنجاز عمل خيّر وفيه مصلحة أكيدة لعناصر قوى الأمن العام وتالياً فيه مصلحة عامة.
أيُّها السادة،
تجهد مصارفنا في إستقطاب وحفظ وتنمية مدّخرات اللبنانيّين المقيمين منهم وغير المقيمين. في المقابل، نؤمّن توظيفاً آمناً ومجدياً لهذه الأموال التي نحن مؤتمنون عليها. ومن منطلق التوظيف الآمن والمجدي ما نوفّره من قروض وتسليفات للاقتصاد اللبناني بمختلف مكوّناته، مؤسساتٍ وأفراداً، قطاعاً عاماً وقطاعاً خاصاً، عاصمةً ومناطقَ. فالمصارف تؤدّي وظيفتها في الوساطة المالية بشكل منتظم ومتوازن ومجدٍ، وهدفنا المساهمة الفعلية في إنماء الاقتصاد وسوق العمل والمساهمة في رفع مستوى الأفراد والأُسَر اللبنانية من خلال دعم استهلاكها وتوفير حاجاتها السكنية والتعليمية والصحية.
فلقد تخطّت قروضنا للأفراد حتى آخر حزيران الفائت 12 مليار دولار إستفاد منها حوالي 454 ألف مقترِضٍ، بينهم 80 ألف مستفيدٍ من قروضٍ إسكانية، ما يشكّل 13,5% من إجمالي المستفيديـن من تسليفات المصارف. وتشكّل محفظة الإقراض السكني التي تخطّت 6,6 مليارات دولار حالياً 14% من إجمالي الإقراض للقطاع الخاص لدى المصارف العاملة في لبنان. وهي تمثّل 54% من محفظة القروض الإستهلاكية والشخصية. فإمتلاك مسكن هو حلم كل لبناني. والمسكن عنوان بارز للنجاح والإستقلالية على المستوى الشخصي، وهو كذلك عنوان للارتياح النفسي والإستقرار الإجتماعي، وأخيراً أحد تجلّيات الإنتماء الوطني.
إن إنخراط الجمعية النَشِطْ في بلورة هذا النوع من البروتوكولات، بدءاً بالمؤسسة العامة للإسكان، مروراً بجهاز إسكان العسكريّين وبوزارة الزراعة وبصندوق تعاضد القضاة ووزارة المهجّرين والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، وصولاً الى المديرية العامة للأمن العام إنما ينبع من قناعاتٍ لدينا كمصارف بأداء دورنا في مجتمعنا، وبخاصة حيال فئاتٍ كريمة تحول مداخيلها دون ولوج سـوق السكن بالآجال والشروط التجارية العادية. فكانت آليات الدعم هذه، التي نحن بصدد واحدةٍ من أهمّها، والتي تسمح لنا بإقراض المستفيديـن لآجال طويلة تصل حتى 25 عاماً وبفوائد فعلية بحدود 1,63%، وهي فائدة تكاد أن تعادل متوسط كلفة التشغيل لدى مصارفنا.
طبعاً، تستعمل المصارف لهذا الغرض مبالغ محدَّدة من الإحتياطي الإلزامي المتوجّب على ودائعها بالليـرة اللبنانيـة. وما كان ذلك ممكناً لولا التعاون المنفتح والمتواصل من قبل مصرف لبنان، وبخاصة سعادة الحاكم رياض سلامة. والشكر أيضاً موصول للمصارف التـي هي صاحبة هذا الإحتياطي، وهي مسؤولة بالكامل عنه كونه جزءاً لا يتجزّأ من ودائعها التي تُقرَض لهذه الآجال الطويلة ولفئات محدودة الدخـل، وهي تتحمّل كامل مخاطر الإقراض وشجونه.
وبالعودة إلى البروتوكول الذي نحن اليوم بصَدَدِ توقيعه، فإنه يختصّ بعناصر قوى الأمن العام الذين هم فئة كريمة من أبناء شعبنا ومواطنينا، يحرسون الأمن والسلامة العامة ويتعرّضون للأخطار في تأدية مهامهم. نراهم في تنقلاتنا ليلَ نهار منتشرين على المعابر الحدودية البرية والبحرية والجوية، يسهرون على النظام والانتظام العام، يؤازرون سائر أجهزة الدولة وإداراتها في أداء عملها اليومي في خدمة المواطنين.
ولا ننسى في هذه المناسبة، توجيه تحيّة إمتنان وتقدير لمآثر المديرية العامة للأمن العام، ولا سيّما إنجازاتها الأخيرة في التعاون مع قوى الجيش والأمن الداخلي، لإقفال ملفّ المخطوفين، اللبنانيّين والأجانب، وإنهاء هذه المشكلة الخطيرة بخاتمة سعيدة، راجين ألاّ يعرف لبنان واللبنانيّون بعد اليوم ظاهرة الخطف الشائنة والمُدانة التي تتعارض كلياً مع أبسط حقوق الانسان.
سعادة المدير العام،
مجدّداً نرحّب بكم، آملين أن يشكِّل هذا البروتوكـول تعزيزاً لوضع عناصر الأمن العام الإقتصادي والإجتماعي، وتحفيزاً إضافياً لعملهم ولرسالتهم النبيلة في خدمة لبنان واللبنانيّين.
عشتم وعاش لبنان
رئيس جمعية مصارف لبنان
الدكتور جوزف طربيه