كلمة رئيس جمعية مصارف لبنان
الدكتور جوزف طربيه
في
استقبال سفير المملكة المتحدة
طوم فليتشر
13 آذار 2012
نودّ أن نعرب عن بالغ سرورنا لاستقبالكم في جمعية مصارف لبنان، وأن نغتنم هذه الفرصة لتبادل الآراء ومناقشة الاهتمامات والمسائل اللبنانية البريطانية المشتركة. في هذه المناسبة، نشكركم أيضاً على دعمكم لبنان والقطاع المصرفي اللبناني، بحيث عبّرتم عن ذلك في آخر أحاديثكم والمقابلات معكم، ومؤخراً خلال ردّكم على بعض الافتراءات على القطاع المصرفي اللبناني في الصحافة العالمية.
تشكّل هذه المقابلات الصحافية من قِبَلكم، حضرة السفير، والموزّعة عبر وسائل الإعلام المحلية والدولية مسألة مهمة جداً ، خصوصاً عندما تصدر عن شخصية مرموقة تمثّل بلداً مهماً في مجالات التنظيم والرقابة المالية، ومكافحة تبييض الأموال ومحاربة تمويل الإرهاب، وأيضاً لأن لندن تشكّل أهم مركز مالي في أوروبا.
تدركون بلا شك أن المصارف اللبنانية تعتمد وتتقيّد بأفضل المعايير العالمية في مجال إدارة المخاطر، وتوزيع الرأسمال، والتعرّف إلى العميل ومكافحة تبييض الأموال. وأكثر من ذلك، إنها تلتزم بالقواعد والأنطمة العالمية وتحترم سيادة القرارات الدولية ، وسيبقى ذلك كلّه من التزاماتنا الصارمة. نحن، كمصرفيّين لبنانيّين، بالتعاون مع السلطات النقدية والرقابية، لا نوفّر جهداً لإبقاء بيروت مركزاً مالياً بارزاً في الشرق الأوسط، ونتطلّع بحزم وإصرار إلى تقوية هذا الدور في المنطقة والعالم.
حضرة السفير،
كما تعلمون، إن لبنان هو ثاني أكبر شريك تجاري لبريطانيا في المشرق، وسابع شريك تجاري في منطقة الشرق الأوسط، استناداً إلى وكالة التجارة والاستثمار الحكومية في بريطانيا. ونعتقد أيضاً أن العلاقات الجيدة مع بريطانيا لا تُقاس فقط بالمبادلات التجارية والمالية، التي يقودها مجتمع الأعمال اللبناني المقيم والمغترب من خلال الاتصالات القائمة مع الخارج، لكنها تقيّم كذلك بتقاسم القيم ذاتها: أعني ما يخصّ الديموقراطية، وحرية الرأي والتعبير والمعتقد، ومبادىء السوق الحرة، والتجارة الحرة وسياسات الاستثمار، وغياب القيود على الرأسمال وغيرها...
في حين نناقش اليوم مسائل ذات اهتمام مشترك، علينا، أيها الضيف العزيز، تحديد مجالات التعاون التي من شأنها تعزيز العلاقات مع المملكة المتحدة. ويجول في بالي بخاصة ، التعاون مع سلطة الخدمات المالية في بعض المجالات كتدريب الموارد البشرية وتطويرها، بما أننا كمصرفيين لبنانيين نعوّل أهمية كبيرة ونبذل جهداً حثيثاً لتدريب الرأسمال البشري وتطويره، لرفع أداء موظّفينا وقدراتهم إلى المستويات العالمية، والسماح لهم بالقيام بواجباتهم بطريقة أكثر كفاءة وفعالية. من هنا ندعم بقوة أي تعاون لبناني – بريطاني في مجال تطوير الموارد البشرية ومكافحة تبييض الأموال.
سعادة السفير،
إن سمعة وحماية مصارفنا وعملائنا تحتّل مرتبة أوّلية في اهتماماتنا. في إطار المشاركة في مراقبة وتدارك الجرائم المالية وتسهيل التعاون الدولي، أودّ أن أشير إلى أن جمعية مصارف لبنان كانت، من خلال مندوبها، في عداد المشاركين بفعالية في الندوة الدولية السنوية في كامبريدج حول الجريمة الاقتصادية، والتي يشارك فيها عادة أكثر من 1500 مندوب من أكثر من 90 بلداً، من بينهم وزراء وممثلون معنيّون مباشرةً من القطاعَيْن العام والخاص ويعملون في مجالات الوقاية ومراقبة الغشّ الاقتصادي والمالي ومكافحة الفساد.
في الختام، حضرة السفير، نقدّر كثيراً زيارتكم لمقرّ جمعيّتنا ونتطلّع إلى مزيد من تقوية العلاقات لمصلحة التعاون المشترك بين بلدَيْنا.