كلمـــــة
الدكتور جوزف طربيه
رئيس مجلس إدارة الإتحاد الدولي للمصرفيين العرب
فــــي
حفل إفتتاح الملتقى السنوي
لمدراء تكنولوجيا المعلومات في المصارف العربية
» الإتجاهات والمستجدات في مجال التكنولوجيا المالية «
17-18 أيلول/سبتمبر 2015
بيروت – الجمهورية اللبنانية
أيها الحضور الكريم،
يسعدني أن أرحب بكم اليوم في هذا اللقاء، وأتقدم منكم بجزيل الشكر والتقدير على حضوركم ومشاركتكم في هذا الملتقى، الذي يأتي في ظروف دولية واقليمية دقيقة، وظروف عربية أثرت بشكل مباشر على آداء قطاعاتنا الإقتصادية والمالية والمصرفية.
أمام هذا الواقع، كان لزاماً علينا في الإتحاد الدولي للمصرفيين العرب، أن نضاعف جهودنا لمواجهة آثار هذه التطورات والتخفيف من إنعكاساتها على مصارفنا، فقمنا بتجنيد كل إمكاناتنا العلمية والتدريبية والإعلامية لمتابعة التطورات وعقد المؤتمرات والمنتديات والندوات، تأكيداً لإستراتيجيتنا في العمل على تطوير الفكر المالي العربي والصناعة المصرفية العربية على أسس سليمة ومستدامة.
أيها الحضور الكريم.
تمر الصناعة المصرفية في الفترة الحالية على مستوى العالم بمرحلة تحول جذري نتيجة للتغيرات السريعة على عدّة محاور أهمها التطور التكنولوجي المتسارع ومن بينها إنتشار الهواتف الذكية وما توفرها من تطبيقات الموبايل وإنتشار أنظمة الدفع الإلكتروني والخدمات المالية من خلال قنوات غير بنكية إضافة إلى تغير مفاهيم ومتطلبات العملاء مع الجيل الجديد من العملاء الذي لا يتحدث إلا بلغة التكنولوجيا، كما تغيرت تبعا" لذلك قنوات الإعلان والتواصل لتتجه بشكل متزايد نحو القنوات الرقمية والتواصل الإجتماعي التي تحاول البنوك اللحاق بها.
وتشير الدراسات إلى أن شبكات التواصل الإجتماعي وتطبيقات الموبايل، وتطبيقات البيانات والتحليل، ستكون المحرك الأساسي لنمو صناعة تكنولوجيا المعلومات بنسبة تقدر بــ 75% لتنمو من 3.7 تريليون دولار حاليا" إلى أكثر من 5 تريليونات دولار في عام 2020.
أيها الاعزاء،
إن قطاع تكنولوجيا المعلومات يعتبر اليوم من المقومات المهمة في الإقتصاد، لا بل هو السند الحقيقي لإقتصاد أي بلد، إضافة طبعاً إلى رؤوس الأموال والموارد، ونعّول كثيراً على هذا القطاع من أجل إيجاد التوازن والتكافؤ بين الدول العربية ودول العالم الأخرى. فإننا نتطلع إلى أن يكون هذا القطاع ثروة فعلية نعمل على النهوض بها لتوازي أكثر القطاعات الإقتصادية إنتاجاً.
لقد فتحت التكنولوجيا الجديدة أقنية واسعة للتواصل بين الشعوب، وبالتالي أدت إلى صحوة نشهد مفعولها في بعض دولنا العربية، كما أنها كشفت بشكل أو بآخر عن قدرات كامنة بإمكانها تطوير إقتصاداتنا العربية، ويمكن إستثمارها في مجالات التنمية الإجتماعية التي تحتاجها شعوبنا اليوم أكثر من أي يوم مضى.
إذا كانت التكنولوجيا الحديثة فتحت الآفاق نحو إستراتيجيات إقتصادية وإجتماعية جديدة، فإننا مطالبون اليوم بإستثمار هذه التكنولوجيا بالإتجاه الذي يخدم المصلحة العربية المشتركة. ويخدم الإستقرار في جميع مجالاته، الإستقرار الذي يعتبر القاعدة الأساسية لنمو قطاعاتنا الإقتصادية، وعليه يجب أن نبني خططنا لبناء مجتمعات تتمتع بالإكتفاء الذاتي.
إنّ إدارة تكنولوجيا المعلوماتية تعمل على دراسة وفهم تقنية المعلوماتية لتطوير الأساليب التشغيلية والإستراتيجية في المصارف والمؤسسات المالية لتعميم وتطوير المنتجات والخدمات للحصول على الرضى الأقصى عند العملاء، مما يؤدي إلى ميزات تنافسية وإنتاجية أعلى لدى الشركات وبالتالي معدلات ربحية أكبر.
أيها الحضور الكريم....
إن الإستثمار في التكنولوجيا لم يعد رفاهية بل هو حاجة تفرضها طبيعة العصر، وخيار إستراتيجي لا بدائل له وإن التجارب الدولية أكدت أن الإقتصادات تتمتع بسيولة كبيرة ودورة إستثمار سريعة ومجتمعات منفتحة هي الأكثر حاجة لوضع حلول تكنولوجيا للمشكلات التي يفرزها العصر، وضع يرفع أهمية العمل على تسخير التكنولوجيا الحديثة في خدمة التنمية الإقتصادية وتأمين الإقتصاد من الإختراقات الخطرة من قبيل عمليات غسل الأموال وغيرها.
لا شك، فإن ما سوف يتناوله السادة الخبراء في هذا الملتقى وما سيتخلله من مناقشات وما سيصدر عنه من توصيات، سيشكل مرحلة متقدمة بالنسبة لقطاع تكنولوجيا المعلومات في القطاع المصرفي العربي، الأمر الذي سيرفع من شأنها ويعزز دورها في المستقبل.
أجدّد ترحيبي بكم جميعا" في هذا البلد الحبيب.
وأتمنى لكم التوفيق والنجاح، ولهذا الملتقى أن يحقق الأهداف المرجوة منه.
شكرا" لإصغائكم