اصحاب المعالي والسعادة،
ايها الزملاء الكرام،
أشكر بنك بيروت ورئيسه الزميل سليم صفير لدعوتي لرعاية هذا الحدث الهام في مسيرة بنك بيروت وفي مسيرة القطاع المصرفي اللبناني. وهو نجاح بنك بيروت في حيازة مصرف في اوستراليا، سيكون الساعد المصرفي القوي لبنك بيروت في القارة الاوسترالية. وهذه المرة الاولى التي يتوجه بها بنك لبناني الى هذه القارة، ولا يمكن أن تتصوروا فرح الجالية اللبنانية هناك في أن ترى مؤسسة مصرفية لبنانية تتمركز في تلك البلاد. وفي الواقع فان اجمل وجه يمكن أن يظهره لبنان في الخارج، وخاصة في بلاد الإغتراب هو الوجه المصرفي اذ أن هذا القطاع هو المفخرة الذي يجمع اللبنانيون على التماهي والتباهي به في مقابل الخيبات التي يسببها الوضع السياسي في لبنان، والإضطرابات المتنقلة في منطقتنا الملتهبة والتي تشكل مؤشراً أن المنطقة قادمة الى حقبة من الصراع وعدم الإستقرار.
إن وصول بنك بيروت الى القارة الأوسترالية وحيازته أحد مصارفها هو علامة فارقة في مسيرة القطاع المصرفي اللبناني وترحيب الأسواق الدولية فيه. فهذا القطاع الذي تتجاوز موجوداته اليوم 130 مليار دولار ويملك وجوداً مباشراً في أغلب دول المنطقة وفي أسواق دولية كبرى، حيث المصارف اللبنانية متواجدة اليوم في 31 بلداً عربياً وأجنبياً، وتتعامل مع مصارف مراسلة منتشرة في 111 مدينة حول العالم. هذا القطاع بما يزخر من إمكانات وطاقات متنامية بنيوية ومالية وبشرية، يشكل أحد أهم مكامن القوة في الاقتصاد الوطني وخط الدفاع الحصين بمواجهة المصاعب والازمات التي يتعرض لها. وهو يشكل أيضاً أحد أهم الجسور للتمدد الاقتصادي الخارجي، على خطوط الرساميل والاستثمارات والائتمان والتمويل والانتشار والتواجد في الاسواق الاقليمية والدولية واكتساب مزايا تنافسية لمواجهة متطلبات العولمة واتفاقات تحرير الاسواق. وعلى الرغم من كل ما يمثله القطاع المصرفي وما يقدمه لكل اللبنانيين، نأسف أن نرى في لبنان احياناً من يتناول هذا القطاع بصورة غير مسؤولة سواءً للترويج بأخطار غير حقيقية أو لإشاعات غير موثقة مما يلحق الأذى بسمعة لبنان وقطاعه المصرفي ويعرض بالتالي الإستقرار الإقتصادي والإجتماعي لمخاطر غير مبررة.
مجدداً هنيئاً لبنك بيروت بهذا الإنتشار الجديد، وإني وزملائي في جمعية مصارف لبنان نكرر تهانينا متمنين النجاح له في هذه الخطوة الجريئة، مع تجديد وعدنا للبنانيين بأن القطاع المصرفي اللبناني هو السند الحقيقي لنمو الاقتصاد اللبناني وازدهاره.