كلمة الدكتور جوزيف طربيه
رئيس جمعية مصارف لبنان
في إحتفالات الذكرى 35
لتأسيس إتحاد المصارف العربية
أرحّب بكم جميعاً، بإسم جمعية مصارف لبنان، التي تشارككم اليوم مناسبة الذكرى الـ 35 لتأسيس إتحاد المصارف العربية.
عام 1974، احتضنت عاصمتنا الحبيبة بيروت، المقر الرئيسي للإتحاد ورعته كأعز أبنائها، وحمته في أوقات الشدّة ومهدت له الطريق في أوقات الاستقرار، فكان وفياً لها وللبنان، وبادله لبنان ومصارف لبنان الوفاء والبقاء على العهد.
أيها الزميلات والزملاء،
إننا اليوم لا نحتفل بمرور 35 عاماً على تأسيس الإتحاد فحسب، فللإتحاد في كل عام إنطلاقة جديدة وولادة جديدة، والاتحاد اليوم، خلية نحل تخطّت حدودها وراحت تبحث عن رحيقها في المدى الواسع تجني من مختلف الثقافات والحضارات وتطلق نشاطاتها في كل إتجاه، فأصبح إتحادنا نقطة إرتكاز لمصارفنا العربية، ونبع علم ومعرفة، ولاعباً اساسياً في تقريب المسافات بين قياداتنا الاقتصادية والمصرفية والمالية العربية وبين العالم.
وعلى مدار السنوات الماضية، إستمر الإتحاد في رحلته الطويلة، تدعمه بقوة مصارف لبنان، وكذلك الدولة اللبنانية بكل قطاعاتها، وقطاع مصرفي عربي كبير يمدّه بكل أنواع الدعم والرعاية، وقيادات مصرفية عربية حكيمة، وأمانة عامة أثبتت جدارتها في تحقيق الأهداف.
إن مؤتمرات الإتحاد السنوية عربياً ودولياً أصبحت في كل عام مكاناً للتلاقي والحوار والتعارف وطرح المشكلات والحلول على أعلى المستويات. وأخذت المنتديات طريقها نحو رصد الأزمات والمشكلات التي تعترض قطاعنا المصرفي العربي، وندواتنا المتخصصة تستقطب المزيد من الكادرات المصرفية العربية بحثاً عن المزيد من المعرفة والكفاءة الأكاديمية ومواكبة التطورات. وقد تعاقب على منابر الإتحاد رؤساء دول وحكومات وقيادات أخرى سياسية وإقتصادية من مختلف أصقاع المعمورة.
أيها السادة،
لم تبقَ خلية الإتحاد هذه تدور في فلكها العربي. فقد نجح في بناء شبكة واسعة من العلاقات والتحالفات الاستراتيجية مع منظمات ومؤسسات فاعلة في المجتمع الدولي أبرزها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وبنك التسويات الدولية ولجنة بازل للرقابة على المصارف وجمعيات بنوك في أميركا وأيطاليا وفرنسا وتركيا ومنظمة العمل الدولي ومجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وافريقيا ومجلس أعمال الكومنولث البريطاني وغيرها...
وأمام هذه المسيرة المميزة، انبثقت عن إتحاد المصارف العربية مؤسسات متعددة، منها شركات الخدمات المالية والمعهد العربي للدراسات المالية والمصرفية، والإتحاد الدولي للمصرفيين العرب.
لقد شرفني إتحاد المصارف العربية بتولي رئاسة مجلس إدارته لدورتين متتاليتين، ولاحقاً رئاسة لجنته التنفيذية، ولقد عملت جاهداً لكي يكون لهذه الانجازات المكان الذي يليق بها ويتماشى مع هذه النقلة النوعية الكبيرة التي حققناها، فكان لا بد من بناء صرح يكون على حجم هذه الإنجازات والتطلعات، فتوجّهنا إلى المصارف العربية بمبادرة لبناء مقر رئيسي في بيروت يكون على مستوى طموحاتنا، ولقيت تجاوباً كبيراً من مصارفنا العربية التي سارع معظمها إلى تقديم المساهمات وحوّلت هذا الحلم إلى حقيقة عام 2006، العام الذي تمّ فيه تشييد البيت المصرفي العربي في بيروت، هذا البيت الذي يحتضن اليوم الإتحاد الدولي للمصرفيين العرب إلى جانب إتحاد المصارف العربية.
وهنا أود الإشارة إلى الجهود الكبيرة إلتي بذلها إتحاد المصارف العربية لتأسيس الإتحاد الدولي للمصرفيين العرب، وذلك بغاية خلق إتحاد للقادة المصرفيين العرب ليجمعهم مثلما يجمع إتحاد المصارف المؤسسات المالية والمصرفية.
أيها الحفل الكريم،
35 عاماً تختصر مسيرة طويلة من الجهد والعناء في إتحاد المصارف العربية. واليوم يمسك الشعلة أخي وزميلي الاستاذ عدنان يوسف الذي أوجه له أصدق التحية وأحيي جهوده الكبيرة والمتواصلة في رئاسة إتحاد المصارف العربية، وكذلك في الرئاسات الأخرى التي يشغلها بكل جدارة ونجاح وأتمنى له المزيد من النجاح في قيادة هذه السفينة.
أشكر حضوركم جميعاً لمشاركتنا هذه المناسبة وأتمنى لكم أمسية سعيدة.
